Sunday, October 01, 2006

بالشاكوش على رأس حنتوش-1

حنتوش شخص ما, اعرفه حيناً واحياناً لا, يأتي بمختلف الاشكال والجنسيات والصفات. ما يجعل حنتوش حنتوشاً هو ايماته الاعمى بأنه على حق. فكل الحنتوشات والحنتوشين الذين قابلتهم و سأقابلهم يمتلكون هذه العاهة, عاهة الايمان. مشكلتي مع حنتوش انه يدّعي ولا يثبت, يسأل ويجيب من دون براهين, يستنتج ما فرض بدون منهجية, وبعد كل هذا يصفني بالغرور لأني لست مستعداً للأيمان "بشيء ما" بدون اثبات منطقي او تجريبي.

اكره ما اكره هو ان يتحذلق حنتوش ويحاول عرض عظلاته الدينيه ويسأل "ان كنت لا تؤمن بالله,فمن ياترى خلقك و كل ماحولك؟". سؤال غبي وسائله جاهل يظن نفسه ارخميدس في مغطس الحمام وهو يصرخ "يوريكا". فأذا كان كل شيء مخلوق فمن خلق الله, واذا كان حنتوش يفرض ان الله لم يخُلق فلما لا يفرض ان الكون لم يخُلق؟ ام هو تعنت وجهل تلبسه من راسه حتى اخمص قدميه؟

الجدلية اعلاه بسيطة في تدرجها ويمكن تلخيصها كالتالي:

1. كل شيء له خالق

2. الخالق هو الله

السؤال هو,لم التوقف هنا بالذات؟ لماذا نقول الله ونسكت؟ من خلق الله؟ لم لا اتوقف عند الوجود واسكت؟ حنتوش يقول بأن لا معنى للوجود بغير الله, فهل من معنى لله؟ جوابه حتما كلا. الله تفسير كل شيء و لا تفسير له. لماذا يسمح لنفسه ان يقول هذا عن الهه وينكره علي عندما اقول ان الوجود لا تفسير له؟ هذه الخطوة الاضافيه من الكون الى الله لا تحل الغاز الوجود بل تدخلنا في متاهات لا حصر لها من صفات الكائن الذي افتُرض وجوده وما يجره من متناقضات سآتي على ذكرها بعد حين.

ملخص اعلاه ان حنتوش يعطي لنفسه الحق ان يوقف سلسلة (من خلق من) حيث يشاء , فهو يختار ان يتوقف عند الله مثلما اختار الاغريق ان يتوقفو عند زيوس, الفرق ان الله يأتي مباشرة بعد الوجود بينما يفصل زيوس عنه بضعة الهة في المنتصف.

الشق الاخر في هذه الجدلية هو "كل شيء" ومعناه الفلسفي. عندما أقول "كل شيء" فهذا لا يعني بالضرورة الكون فقط (الا اذا كان الكون هو الوجود) . الوجود هو كل ما موجود داخل او خارج كوننا (قد تكون هناك اكوان اخرى لا نعلم عنها). اي ان الوجود مستَقَر كل ما هو موجود, و حيث لا يوجد "وجود" فهناك العدم, أي اللاوجود, فكما ان الظلام هو انعدام النور فالعدم هو "انعدام" الوجود. لا شيء يمكن ان يوجد في العدم و الا اصبح وجوداً ولا شيء يأتي منه لأن لاشي يأتي من لاشيء.

اي ان الوجود هو كل ما موجود, وما عداه كان عدماً.

اذا كان الله خالق الوجود فلا بد ان يكون خارجه, ولكن خارجه اين؟ اذا لم يكن من وجود فهناك العدم, ولكن لا شيء موجود في العدم بحكم تعريفه. فلا يمكن القول ان الله خلق الوجود وهو في اللاوجود!! كيف سيخرج حنتوش من هذه الورطة؟ قد يقول ان الله بحكم كونه مطلق القدرة يمكن ان يوجد في العدم! ولكن اذا كان على هذه الدرجة من الغباء فأفضل لي ان اسكت بدل ان اسمع جدلاً بيزنطياً عن وجود اله حنتوش في العدم!

No comments: