Sunday, November 08, 2009

شكراً للصليب

-->

تعليقاً على ما نشرته BBC تحت عنوان " الفاتيكان يدين حظر تعليق الصلبان داخل مدارس إيطاليا" (للأطلاع على الخبر, انقر عنوان الرسالة)

شكراً للصليب...هذه الخشبة التي كان الرومان يعلقون عليها المجرمين واللصوص والقتلة وغيرهم من (الغير مرغوب فيهم). شكراً للصليب لأنه كشف الوجه القبيح لأمبراطورية الشر والظلام الفاتيكانية و جعلها تكشر عن انيابها الصفراء وتنزع قناع السكينة والوداعة الذي خدعت-وماتزال تخدع- به ملايين من البسطاء والعطشى الى اب سماوي يطبطب على رؤوسهم التي لم تجد مايملأها سوى خرافات الموت والقيامة والثالوث.

قرار المحكمة الاوروبية بحظر تعليق الصلبان في المدارس الايطالية يمكن وصفه بالمتوازن, فهو مثل ابن عمه, قرار منع الحجاب في القطاع العام داخل الجمهورية الفرنسية. الهدف هو امتناع الدولة عن تشجيع اي خرافة (او دين, سمها ما شئت) بدون استثناء. هذا الكلام لم يعجب من نصبتهم خرافات المسيحية اسياداً على غيرهم من البشر, فأعترضوا وهددوا وطالبوا بالعدول عن هكذا قرارات "تنتقص من الهوية المسيحية لأوروبا".

"مسيحانية" اوروبا المزعومة هي محاولة من البابا وجلاوزته لأختطاف ثمار التقدم والرقي والمدنية والتسامح الاوروبي ونسبها لمسيحيتهم العفنة المغمسة بدماء الاوروبيين انفسهم. الملايين التي قضيت في محاكم التفتيش الكاثوليكية, وحفلات احراق الساحرات ومصادرة ممتلكاتهم ناهيك عن مجازر العصر الحديث التي ارتكبتها فرق الموت الكاثوليكية الكرواتية "الاوستاشي" بحق الصرب والالبان واليهود, مروراً بدعم الفاتيكان لموسيليني ونظامه الفاشي.

التصريح الوقح للناطق الرسمي بأسم امبراطورية الظلالة الذي يصف الصليب بأنه " رمز للوحدة والرحابة بالنسبة للإنسانية كلها بدون أي استثناء". لن يخدع الا من كان احمقاً جاهلاً او كاثوليكياً اعمى البصيرة يرفض الاعتراف بأن "باباواته" لا يختلفون عن زعماء المافيا في تعطشهم للسلطة والجاه.

"التراث المسيحي" المزعوم الذي يريد ان يبيعنا اياه "الشيطان الكاثوليكي" هو تراث عصور الظلمات والجهل والحرق والموت والقتل والدمار والخرافة, ارث "صكوك الغفران" وعصمة البابا وتربع الكنيسة على عرش الدولة والحروب الجهادية المسيحية المسماة "الحروب الصليبية". فياله من ارث يتفاخر ويتبجج به! مثله مثل أبن الغانية الذي يتفاخر بعدد الرجال اللذين ضاجعتهم امه!

اوروبا ليس مسيحية بل انسانية. المدنية والحضارة الاوروبيتيين ليستا مسيحيتين بل على العكس, لم تتنفس اوروبا نسيم الرقي المنعش الا بعد ان خرجت من هياكل الكاتدرائيات وابتعدت عن هوائها العفن.

قال نيتشة مامعناه:"قذارة الكتاب المقدس تجبرني على غسل يدي بعد مسكه", وخسة وقذارة زعيم اللصوص اب الكاثوليك تجعله بحق, اهلاً لأن يعلق على الصليب.


Thursday, July 09, 2009

شهيدة الحجاب و رعاع الاسلام

يشتكي العرب والمسلمون من سياسة الكيل بمكيالين وهم اول من يكيل بعدة مكاييل, واخرها في ميزان بقالتهم هو مروة "شهيدة الحجاب" حيث خرجوا في تظاهرات واعتصامات يطالبون بأعتذار واسف من الحكومة الالمانية وكأن مستشارة تلك الدولة هي من غمدت الخنجر في صدر مروة. ولم يتوقف الامر عند نكتة الاعتذار بل يجري الحديث عن تأثر العلاقات بين المانيا ودويلات العرب والمسلمين, وربما يخرجون علينا غداّ بدعوات تتحول الى فتاوى بمقاطعة المنتجات الالمانية والبي ام دبليو و يحرم علينا شيوخ الفضائيات مشاهدة الدوري الالماني حتى يركع الالمان طالبين السماح والغفران من "خير امة..."


كم ازعر وارعن وبلطجي من ارض الكنانة من الذين خرجوا يطالبون بأعتذار الماني قدموا اعتذارهم للدول التي ينتمي اليها السياح الاجانب الذين ذبحوا في مصر في الثمانينات والتسعينات؟

كم سفيه من ارض الفراعنة طالب حكوته بأن تعتذر عن تلك الجرائم؟

كم يماني من منبع العرب العاربة طالب رئيسه ورئيس برلمانه بتقديم اعتذار لعائلات ودول الاجانب الذين خطفوا وذبحوا في اليمن على يد اخوة الايمان في الله ورسوله؟

ولننظر الى الموضوع من زاوية اخرى. كم بريطاني واسباني و فرنسي وغيرهم من عائلات المذبوحين في دويلات المسلمين خرج مطالباً بأعتذار مصري او يماني او غيرها من دور السلم؟

جريمة قتل مروة قد يكون لها خلفية عنصرية, مثلها كمثل جرائم الاسلاميين, كلها عنصرية ومذهبية. فمن يدين تلك اولى به ان يدين هذه اولاً, ومن يريد ان يسمع اعتذار عن تلك, ليعتذر هو عن هذه.


مروة قتلت بظروف وملابسات جاري التحقيق فيها, ومصر ارسلت وفداً للمشاركة او المتابعة او المراقبة سمها ماشئت, ولكن هذا لا يعطي الحق لأي كان ان يحول الجريمة الى استعراض شبيه ب"حفل تأبين" مايكل جاكسون. فمن كان بيته من زجاج لا يرمي الناس بالحجارة, من كان يريد الاعتذار عليه ان يبادر به , لا ان يصرخ ويزعق "نطالب (بكسر اللام) ولا نطالب (بفنح اللام), هذا هو ديدننا"

بل قل هذا هو ديننا.