Thursday, September 11, 2008

الاطفال احباب الله

كل الكائنات تولد وبحوزتها مجموعة من القواعد الاساسية اللازمة للبقاء. فالاكل والشرب والتكاثر غرائز مبرمجة فينا. الا الله ! ليس موجودا في شفرتنا العضوية بل يدفع الى تفكيرنا عنوة ويغتصب عقلنا وادراكنا اغتصاباً. يحتل مخيلتنا ومازلنا صغاراً لانملك من الحرية والمناعة ما يمكنّنا ان نبقيه خارجاً. لمَ لم يجعل هذا الاله صورته في مخيلتنا منذ البداية؟ لمً يجب علينا ان نتعلم اساطيره مع اساطير الجنيات والعفاريت, الله وعلاء الدين والسندباد, المسيح المخلص والغول و البابا نويل والصليب و موسى يشق البحر, البساط الطائر وقابيل يقتل هابيل وادم يأكل تفاحة و بلاد الاقزام وبلاد العجائب و جبريل يأتي بكلمات من السماء وهدهد يتكلم في كتاب محمد وثعلب حكيم في كتاب ابن المقفع, ثم يقال لنا ان بعضها خيال وبعضها حقيقة؟ فكيف تسنى لهم ان يعرفوا الاولى من الاخيرة؟ وهل كان دليلهم غير ايمانهم! فهم يؤمنون بصحتها لأنهم ككلاب السيرك قد دُربوا على الايمان بصحتها........ومن كان لا يؤمن منهم فهو خارج عن الملة......... وحتى لا نخرج من الملة يجب ان نؤمن...... ولكي نؤمن بالحماقة يجب ان تفرض علينا قبل ان نستطيع تميز كونها حماقة, يجب ان تنقض علينا كلاب الايمان ونحن مانزال بعقل اشبه بالصلصال لكي تنهش فيه وتشكله على مآربها حتى نصبح نسخاّ منها و كلاب مؤمنة مثلها نقوم بنقل السفلس الالهي الى جيل جديد.

مساكين هم الاطفال, فكم من ابوين تشدقـا بحب اولادهما وفي نفس الوقت يرتكبان بحقهم ابشع صنوف الاستغلال, استغلال ثقة الطفل المطلقة بأبويه واعطاءه جرعات من السم المدعو "الحقيقة الالهية" حتى تعمى بصيرته و تٌشل ارادته وبدل ان يكون الطفل مشروع فكر يصبح مكباً لنفايات الدين والارباب والانبياء والكتب المقدسة. بدل ان يضاف الى رصيد البشرية فكر ناقد وبصيرة تقدمية نحَملها عبء مسخ ديني لا يعرف سوى السمع والطاعة وكره الاخر. يأتي الطفل الى العالم ليصبح –وعلى يد ابويه- حفار قبور يستخرج من ثرى الجهل عفن الارباب ونجاستهم.

مساكين ايها الاطفال فوالديكم ينتزعان ملكة الفكر منكم انتزاعاً ويفرضان عليكم وصاية الاله فرضاً, ويحَرم عليكم السؤال حتى تنسوا التساؤل وتصبحوا مخلوقات بقرية تضاف الى ملايين اخرى في قطيع المؤمنين بالارباب. مساكين ايها الاطفال فكم "أستشهادي" و "جهادي" و "صليبي" و "راهب" و "يسوعي" يخرج منكم؟ مساكين ايها الاطفال فكم من الجرائم ترتكب بحقكم بأسم الاب والابن والروح القدس و بسم الله الرحمن الرحيم ؟ مساكين يا احباب الله فكم من الحب ما قتل. لافائدة ولا امل ولا رجاء في مستقبل افضل مازالت عقولكم اليانعة تغتصب في كنائس الرب ومساجد الرحمن.


الاطفال احباب الاله...تباً لها من محبة