Sunday, December 02, 2007

محمد رسول الله و محمد الدب

تجاوز انحدار الفكر الاسلامي ادنى مستويات الانحطاط وبدأ يحفر لنفسه انفاقاً جديدة في غياهب الجهل والتكفير لا يعلم مداها احداً, القصة هي هي, ورد الفعل الجنوني هو هو , الجديد هو القديم نفسه لم يتغير جوهراً ومضموناً وان تغير زمناً ومكاناً, ثقافة المصادرة والتقديس الاعمى وتحليل قطع الاعناق وزهق الارواح والانتقام من هذا وذاك وصراخ الغوغاء وعويل الجهلاء هي الثقافة السائدة في زمن الظلاميين الجدد, زمن الاسلامويين الذين احتكروا دين محمد وبسطوا قبضتهم الحديدية على مقدرات ومصائر الملايين من المسلمين والذين بدورهم –مع الاسف- اثبتوا وبأمتياز قدرتهم العجيبة على الانقياد الاعمى مثلهم مثل ثيران القطيع وبقية الحيوانات التي يظنون ان الله ميزهم عنها بالعقل! واين هم من هذا العقل؟

طفل سمى اللعبة بأسمه فقامت دنيا المسلمين ولم تقعد, هبت جموع الغيارى عن عرض الرسول (و لا ادري مادخل عرض محمد بالموضوع) تنادي بمعاقبة المعلمة المسؤولة عن الصف المدرسي لأنها اهانت الاسلام! اين العقل يا فاقدي العقل؟ اين الفكر ياعديمي الفكر؟ اين غيرتكم على دينكم الذي يشوه الفكر الاسلامي المتطرف ما تبقى منه؟ ماتت ضمائر المسلمين فأصبح دينهم عاهرة في فراش المشايخ لتنتهي هذه العلاقة بأبناء زنى من فتاوى كره وتكفير وتجريم وتحريم وقتل ومصادرة. اسلام اليوم لو رآه محمداً لبصق عليه وبال على رجاله واعلن براءته من هذه الامة المنحطة.

لن اتحدث عن قصة المعلمة المسكينة التي وجدت نفسها في دوامة العنصرية والتكفير واهانة المقدسات (منذ متى اصبحت للأسماء قداسة) ولا عن الجنون الرسمي والشعبي الذي وتحت تأثير ايديولوجية اسلامية سلفية متشددة ربط بين محمد الدب وبين محمد الرسول واستنتج نية مبيتة في الاساءة الى الاخير وكأن الكفار لا شغل لهم ولا شاغل الا التفكير في خطط الاساءة الى محمد (الرسول وليس الدب). لن اتحدث عن هذا كله ولكني اسأل, ايهما اكبر اساءة الى الاسلام والى مؤسس الاسلام: دب وايات شيطانية ورسم كاريكاتوري ام مذابح في الجنوب السوداني و تطهير عرقي في دارفور تحت راية الجهاد و ذبح السنة للشيعة والشيعة للسنة في عراق الاسلام واقتتال حماساوي فتحاوي وزرقاوي يذبح وبن لادن يغزو ومحمد عطا يفجر برجي التجارة (والذي بالمناسبة لم نسمع اصوات تطالب بمحاكمته بتهمة الاسائة لمؤسس الاسلام).

قبل ان تحاسبو احداً على رسم كاريكاتوري في جريدة مغمورة في بلاد منسية حاسبوا انفسكم وافعالكم التي بررت للآخر تصويركم بهذا الشكل, حاسبوا الفكر الاسلامي المتطرف الذي سمحتم له بالتمكن من مقاليد حياتكم فأصبحنا –في القرن الواحد والعشرين- نسمع فتاوى عن مص حلمة زميلة العمل تحت فتوى ارضاع الكبير و التبرك ببول الرسول وغيرها من سخافات مضحكة مبكية, قبل ان تحاكموا الاخر حاكموا من امتطى ظهوركم من شيوخ فضائيات ودعويين موديرن وغيرهم من الذين تاجروا بهمومكم واحزانكم وجهلكم ليبيعوكم جنات خلد في الاخرة مقابل دنانير يستمتعون بها في الدنيا, قبل ان تحاسبو الاخرأ عندما يصفكم بالعنف اثبتوا له انكم ضد العنف بدل ان تؤكدوا وجهة نظره بتدميركم الممتلكات وازهاقكم للأرواح.

افيقوا يا نيام, افيقوا ياجهلة, افيقوا وانقذوا ما تبقى من عقيدتكم قبل ان تجهز عليها مشايخ السلفيين والمتشددين والتكفيريين. افيقوا ام تراكم لستم امة نيام بل امة اموات ولاحياة لمن تنادي؟

Tuesday, November 06, 2007

اخي المؤمن

اخي المؤمن , دينك زنزانتك والهك سجانك فهنيئاً لك بصنم ارتضيته مزلاجاً اوصدته على باب عقلك فاصبحت تتنفس هواء الارباب العفن وتعاليم رجالهم المهترئة, هنيئاً لك بحياة تقضيها تقبل اقدام مشايخ وقسيسين طمعاً في نظرة عطف من عيونهم المستذئبة وكلمة خلاص تخرج من بين انيابهم الصفراء لتقنع نفسك بحياة ابدية في احضان من تدعوه رباً والهاً.
اخي المؤمن, دينك زنزانتك والهك سجانك ولكن لا تلومن الا نفسك, فخوفك وجبنك من موت قادم لا محالة وطمعك ورغبتك بحياة ابدية قد اعميا بصيرتك عن رؤية الحياة على حقيقتها. رعبك من الموت والنهاية الحتمية وجشعك في حياة شبق ازلية جعلاك تخلق شيطاناً يرضى غرورك فجعلك على صورته و يرضى جشعك فوعدك بحياة اخرى ويرضى خوفك فجعل موتك نوماً و لم يبق الا ان تفي بوعدك وتدعوه رباً والهاً.
اخي المؤمن, دينك زنزانتك والهك سجانك فأنت عبد وهل يجروء العبد على التفكير؟ انت عبد فهل يجروء العبد على النظر في عين سيده بدون خوف من سوط جهنمي يلهب اخرته الى ابد الابدين؟ انت عبد فهنيئاً لك عبوديتك لألهك الشيطاني.
اخي المؤمن, دينك زنزانتك والهك سجانك فشتان ما بيني وبينك, عقيدتي قلعة بنيتها بنفسي لتحميني من شياطينك الربانية وعقيدتك سجن لا تستطيع الخروج منه لأنك لا تملك الشجاعة ولا القدرة لبناء حصن افكارك , انت أخترت الجلوس بسكون في سجنك واصبحت مثل بعوض المستنقعات الذي يحوم حول المياه الاسنة بدل ان تكون نسرأ يحلق فوق بحار متلاطمة الموج لتجد طريقاً يقودك اليه نظرك الثاقب وفكرك الوقاد.
اخي المؤمن, اضعت حياتك في استجداء حياة اخرى واضعت عقلك في اتباع عقول الاخرين فخسرت العالم لتكسب خرافة العالم فهنيئاً لك.

Thursday, October 18, 2007

ونبذت الاسلام

اليوم هو الجمعة, نسيت ان اذهب لأداء الصلاة في المسجد مع الوالد مثل كل اسبوع. لم اعد احب هذا المكان ولكن لا بأس هذه المرة فإن أبي سيغضب علي إن اعتذرت له مثل الاسبوع الماضي.. أمي تناديني يجب أن أستعد الآن.
وصلنا للمسجد ووجدنا المكان ممتلئا بالمصلين. لم يبق كثيرا على الصلاة. لا ادري لماذا يرفع الاذان وتتلى الخطبة بمكبرات الصوت التي تزعج من يسكن قرب المسجد؟ هل كان المؤذن يزعق عبر مكبرات الصوت زمن الرسول؟ لا اظن هذا. لم قلة الذوق هذه؟ السنا نحن من نطالب العالم بأحترام مشاعرنا؟ لماذا نتعدى على حقوق الاخرين ولا نحترم مشاعرهم؟ عندما يزعق الخطيب لا اشعر اني في مكان مقدس بل اقرب ما يكون الى سوق شعبي.
اكثر ما يزعجني ويثير الاشمئزاز في نفسي هو خطبة الجمعة, الخطيب لا يكف عن شتم "أولاد القردة والخنازير" و مطالبة الله بأنزال شتى انواع العذاب على رؤوسهم, يطالبه بأن يزلزل الارض تحت اقدامهم وان تفتح جهنم ابوابها لأستقبالهم. لا ادري مالذي يقوله الخطيب لو توقف لوهلة ليفكر في ملايين الاطفال والنساء والشيوخ الذين يدعي عليهم. اهذا دين السلام؟ اهذا ما يخرج من فم من يؤم المسلمين في مكان من المفروض ان يكون مكان صلاة واستغفار وتعبد؟
أفٍ لهذاالقرآن .. دائما ما يخيب ظني.. ألقيت نظرة أخيرة عليه محاولا البحث عن أي جملة تدل على أن الله هو الذي أوحى هذا الكلام لمحمد أو أنه يصلح أن يكون دليل الهداية للبشر جميعا لكني لم أجد.. أغلقته بمرارة ثم استلقيت على السرير أفكر..
هل هذا هو وحي الله حقا؟
هل كل هذا التهديد والوعيد بعذاب ازلي والامر بمحاربة الاخر وقتاله هو منهج الاسلام؟
ما هذه التناقضات الكثيرة في روايات القرآن للأحداث؟
هل يجب أن أؤمن أن هذا القرآن مقدس فعلا؟
إنني أصبحت مؤمنا أن هذاالقرأن هو آراء محمد ونتاج عقله وليس من كلام الله.. كم أتألم عندما اشاهد ان الاسلام اصبح قانون محاماة اكثر منه دين, كيف اصبح المسلم يحسب حسناته وسيئاته فأن توفرت له بعض الحسنات ارتكب موبقات لعلمه ان هذه بتلك وان كفة الميزان ما تزال في صالحه. كم اتألم عندما اجد الاسلام وقد اصبح حسبة بميزان بقالة لا اكثر.
إن ما يؤلمني أكثر أن المسلمين لا يعتبرون الامر مشكلة مادام الله يعلم ان حسناتهم اكثر من سيئاتهم
وحتى لو كانوا يعدونه ذنبا أليسوا يرون في اسلامهم كفيلا بأن يقيهم العذاب الازلي.
من الصعب على ان اؤمن بأن الله يأمر بما يأمر به في القرآن من بطش وقتال ومحاربة غير المسلمين, اليس هو خالق كل البشر؟ لماذا يخلق البعض منهم مسلمين ويأمرهم بقتال البعض الاخر الذين لم يخلقهم مسلمين؟
من الصعب علي ان اؤمن بأن خالق هذا الكون على هذه الدرجة من البدائية الوحشية. هل هذا هو مستوى رب الكون وخالقه؟ اذا كنت انا الانسان اترفع عن هكذا اخلاقيات مقززة فكيف يكون الله عاملا بها؟
لقد اصبحت ارفض فكرة وجود الله الاسلامي احتراما لفكرة الاله نفسها.

كلما تأملت في أحد المعاني أو العبادات التي توجد في الإسلام أرى خرافات وعنف بربري واله يحاسب على ميزان البقالة
صوت من أعماق نفسي يدعوني لأن أقوم بدراسة متعمقة وموضوعية لهذا الدين, دراسة خالية من التحيز ومن الايمان. دراسة في سياق تاريخي وانساني واجتماعي وسياسي لبيئة العرب في شبه جزيرتهم في عصر محمد. دراسة احاول ان افهم منها اسباب حدوث كل ما حدث بدون اللجوء الى جبريل والهه.
قضيت شهراً اتصفح فيه مواقع اسلامية واخرى فلسفية تتحدث عن علل ومغالطات واخطاء وحتى كذب بعض الأدعائات على وجود الله
تناقشت مع مسلمين ولم يأتوا بجديد. اجوبة غامضة تتكلم عن "روح" و "خلق" و مغالطات لا تقنع الا المؤمن اصلاً وانا لم اعد مؤمناً.
قرأت عن "الاعجاز" فلم اجد محاولات لأثبات صدق القرآن اسخف واشد سذاجة من هذه. مط ولي لأعناق الكلمات لأستجداء معان غامضة فكأني اقرأ لمحامي يحاول الحصول على البرائة لموكله بأيجاد ثغرة في القانون.
سمعت من بعض السذج ايات تتحدث عن سماحة الاسلام على شاكلة "لكم دينكم ولي ديني" "ما على الرسول الا البلاغ", ومن يتفوه بها لا يعلم انها ايات نسخت ولم يعد لها من قيمة سوى تأريخها القرآني فياله من اسلام يجهله اهله!
لقد زادت معرفة هذه الأمور من حنقي على هذا الدين !!كنت اظن نفسي وحيدا تتقاذفني هذه الافكار ولكني اكتشفت وجود ملايين غيري من البشر يفكرون بنفس الطريقة.
ملايين انتهت الى رفض فكرة الاله على اختلاف انتمائاتهم الدينية .

كيف يكون الله واحد وافكار البشر عنه مختلفة كل هذا الاختلاف؟
اصبحت اقرأ كتب ما كنت اظن انها كتبت. كلمات تبنى منها جمل تجتمع في صفحات ففصول لتأتي بكتب من الفكر الذي يحترم الانسان لكونه انسان وليس لكونه عبداً لأله لا دليل عليه. افكار على اختلافها تتشابه في شيء اساسي:
لا شيء مقدس وكل شيء قابل للطرح والنقاش والنقد. اين هذا من كلمات تراكم عليها تراب الزمن واصبحنا نرفض حتى الاعتراف بضرورة نفضه عنها وصقلها من جديد في ظل واقع معاصر نعيشه اليوم.

قرأت ما كتبه جهابذة فكر وفلسفة وعلم, قرأت لبرتراند رسل, لنيتشة, قرأت لشوبنهور وديكارت, قرأت لشاكر النابلسي وطه حسين, لعلي الوردي ومحمد اركون. قرأت عن حيل الاعجاز وخرافة الاله. عن الاسباب الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لظهور الاسلام واستمراره, عن الحرب الاهلية الاسلامية التي مانزال نعيش واقعها اليوم, عن التزوير والتدسيس في الحديث, عن وعاظ السلاطين ومهزلة العقل البشري وقرأت وقرأت واهم ما في الامر اني لم اقرأ بغشاوة المؤمن بل بتساؤل المفكر. قرأت واقتنعت بمعظم ما قرأت ولا حرج علي في ما لم اقتنع به. فلا عقاب ولا نار ولا عذاب لمن لم يقتنع فالمسألة ليست تهديد ووعيد بل بحث واستقصاء.

اريد ان اقرأ بغير خوف من ان اكون طاهرا قبل ان امسك الكتاب, ماقيمة الكتاب؟ ماقيمة الكلمات نفسها اذا كانت تحقر اخيك الانسان وتدعو لهلاكه؟ لا اريد ان اشعر بكلام اله خرافي لا يحق لي مسائلته بل اريد ان اتعلم من افكار الانسان الذي استطيع مناقشته.

الله أكبر .. ما اكبرها من كذبة.

وماذا بعد ايها الانسان؟

أما زال فيك شك أن الإسلام هودين محمد فقط وان الهه لا يمكن ان يوجد

عجبا لك ماذا تنتظر ؟

ألم يكن هدفك الوصول إلى الحق ؟

فها قد عرفت الحق فماذا يحول بينك وبينه

إلى متى تسوّف وتؤجل ؟!

هل تطيق أن تظل على دين كهذا لا يمت للآنسانية بصلة؟

لا والف لا, زالت الغشاوة عن عيني واصبحت كمن يرى النور بعد ظلام.

اوقدت شمعة المعرفة والثقة بالفكر الانساني وطردت ظلام الاله وكلامه وانبيائه.

اعلنتها بصراحة وبدون "تقية".

اعلنتها على الملأ وعلى مسامع الجميع

انا افكر, انا اناقش, انا انتقد, انا اسأل,

انا ملحد
.

Thursday, September 13, 2007

مراعاة لمشاعر المسلمين لاتقرأ هذه الاسطر

ان تغاضينا عن عاهة الايمان بأله خرافي والتي يعاني منها جميع اتباع الاديان فأن العقل المسلم يزيد عنهم بعاهة خطيرة يسميها هو "احترام مشاعر المسلمين". هذه العبارة \ المرض لها تبعات اجتماعية خطيرة ومباشرة تتجاوز حدود مصيبة الايمان بالله لأن الاخيرة مجرد قناعة ذاتية بوجود خالق للكون بينما الاولى تنعكس على حياة وتصرفات واخلاقيات المحيط الذي يعيش فيه العقل المسلم.
المسلم يطالب الاخر ب"احترام مشاعره" وهذه الجملة البسيطة والبريئة ظاهرياً تتحول الى سيف مسلط على رقاب المساكين الذين شائت ظروفهم ان يكونوا على تماس مباشر معه (اي المسلم), يجب ان "نحترم مشاعر المسلم" ولا نتناول الماء والغذاء لأنه صائم ونفسيته تتألم عندما يرى غيره لايصوم! يجب علينا ان "نحترم مشاعر المسلم" فنخفض صوت المذياع او التلفاز اذا زعق المؤذن او خطب الجمعة! يجب علينا ان" نحترم مشاعر المسلم" ولا نحتسي الكحول اذا كان جالساً بيننا! يجب ان "نحترم مشاعر المسلم" ولا نتحدث عن ما جرى عندما احتلت الجيوش البدوية العربية بلاد الشام ومصر والسودان وافريقيا واحتلت القسطنطينية وحولت كنيستها الى جامع مايزال قائماً حتى اليوم في ما بات يعرف بأسطنبول, تطول القائمة ويطول الحديث عن ما لا يجب الحديث عنه "احتراماً لمساعر المسلم" فالعقل المسلم مايزال يعيش طفولة مدللة مبرمجة على احقية ورفعة شأنه على حقوق وشأن غيره, فلابأس ان يفرض عليهم ان يحترموا مشاعره ولكن هل يفكر في احترام مشاعرهم ومعتقداتهم كما يطالب هو؟ بالطبع لا, فمن يكون هذا البوذي الذي يؤمن بخرافات سخيفة؟ وكيف يحترم الهندوسي الذي يقدس البقرة؟ وكيف يهنئ النصراني بسخافة مولد عيسى وهو احق منه بعيسى؟ اليس هو المسلم الذي اتبع الدين الحق وبالتالي وجب على الكل ارضاءه و"احترام مشاعره"؟
سخافة ما بعدها سخافة ولايزيد طينها بلة الا سخافة وطيبة الشعوب الاوربية التي "تؤمن" ايماناً اعمى بحقوق الفكر وهي تنسى ان اعطائها حقاً للفكر الاسلامي الذي بدوره لايؤمن بحق فكر غيره هو كمن يسلم الذئب مفاتيح حظيرة الخراف.
قبل ان احترم مشاعر المسلم اطالبه بأحترام حقي في رفض الهه ودينه ونبيه وكتابه بدون ان يشهر سيفه بوجهي, ان اراد ان يفعل ما تمليه عليه عقيدته فهذا شأنه وان اراد ان يؤمن بسخافة فهذا شأنه ولكن ان يلزمني او يطالبني بأحترام سخافته فهذا امر بعيد المنال.

Tuesday, September 11, 2007

جزاك الله خيراً

قبل بضعة ايام تكفل احد الاصدقاء بأيصالي الى البيت بسيارته لعطل في سيارتي قائلاً "سأكسب بك ثواباً", ولكوني "مشاغباً" كان ردي "وماذا لو لم يكن في الامر ثواب؟ هل كنت لتوصلني ايضاً؟".
الانسان كائن "نفعي" مثله مثل بقية الحيوانات بل وحتى النباتات, كلنا نسعى خلف منفعتنا الشخصية او ما نظن انه يعود علينا بالنفع, المؤمن لا يختلف عن الملحد فكلاهما يبحثان عن "منفعة" لافرق ان كانت في عالم اخر او نظير اجرة او لسماع اطراء او مديح. البحث عن المصلحة الذاتية ليس عيباً او خطأ ولكن اعطائها مظهر "روحي" وادعاء قدرة الدين على تغيير طبيعة الانسان وتوجيهه لأعمال "الخير" هو امر اقل ما يقال عنه انه خطأ او تعامي او ان شئت الدقة اقول نفاق.
الاسلام هو الدين الرسمي لميزان البقالة ووحدتي قياسه هما الحسنة والسي ئة, فأن رجحت كفة حسناتك كانت اخرتك نساء وجواري وعسل وخمر وافلام جنس هليوودية, وياويلك ان رجحت الكفة الاخرى فأنت تتعرض لشتى انواع التعذيب الابدي التي يخجل منها ستالين وهتلر وصدام. بعض شيع المسيحية ترى ان طريق "الخلاص" في الايمان بمن صلب مع اللصوص بغض النظر عن الاعمال وبعضها الاخر ترى الايمان مع الاعمال جواز سفر لملكوت الله, وغيرهما من الديانات والمذاهب تفسر الامر تفسيرات متشابهة تتلخص في القاعدة التي تقول: " اعمال الخير طريق للجنة".
هل يصح بعد هذا ان نقول ان المؤمن انسان متجرد من المصلحة او انه يحب الخير للآخريين او انه يمتاز بنكران الذات؟ الا يكون نفاقاً القول بأن من يعمل لمصلحته الازلية انسان خير (تشديد الياء)؟ اي وهم ومغالطة ونفاق بل عماء بصيرة هذا؟؟
الملحد يعمل مايعمل بدافع منفعة شخصية او في سبيل مبدأ يوفر له راحة نفسية وهو يعلم هذا ومن حوله يعلمون هذا ايضاً ام المؤمن فهو يخدع نفسه قائلاً ( اعمل الخير لوجه الله!) ومن حوله كخراف القطيع تمأمئ (بارك الله فيك) فيرد قائلاً (جزانا الله واياكم خيراً!) الكل يخدع الكل ويلوكون اللههم الخرافي كقطعة لبان في افواه تعمل لعقول لا تعمل, ملايين الحمقى المقتنعون ب"خيرهم" و"صلاحهم" و"نكران ذاتهم " وسخافات اخرى يخبئون خلفها قمة المصلحة الذاتية والمنفعة الشخصية: جائزة في عالم خرافي يوزعها اله خرافي على حمقى نصبوه وثناً.

Wednesday, July 18, 2007

الاصل المقدس للأخلاق

اذا كانت حجج المؤمنين على وجود الاله (علة اولى, انتظام كوني,الخ..) اسلحة يريدون بها الدفاع عمن نصبوه رباً وخالقاً فأن احد اخطر اسلحة الهجوم على الالحاد كفكرة والملحدين كأفراد هو سلاح الاخلاق. الخطورة تكمن في طبيعة الانسان نفسه, فالمؤمن قد لا يهتم اذا كان غيره مؤمناً بعلاقة تنظيمية مختلفة (دين اخر) مع موجود مقدس (اله) لأنه في نهاية المطاف يعلم اشتراك المؤمنين عامة بمنظومة اخلاقية تعود في منبعها الى نفس الموجود المقدس. تختلف الحال عندما يكون الاخر ملحداً حيث ان الاصرار على فرض الاله وصياً ومرجعاً وحكماً على الاخلاق يجعل الرافض لهذا الاله رافضاً للأخلاق -في نظر المؤمنن وبالتالي يكون النفور من الالحاد والملحد على اساس اخلاقي لأن المؤمن لا يريد ان "يفقد" اخلاقه بمخالطة او مزاملة او معاشرة "فاقدها" من ناحية ومن ناحية اخرى تراه ينظر ويتعامل ويتحدث بفوقية مع هذا الهمجي عديم الاخلاق!
ازالة وهم "القداسة" عن الاخلاق له عدة جوانب ايجابية, فهو اولاً يزيل التهمة الباطلة التي تلصقها المنظومة الدينية بالفكر الذي لا يعترف بها و بالتالي عدم السماح لها بأحتكار تفسير "ديني" للخلق(ضم الخاء) ومرجعية "سماوية" للخير والشر كما انه يمكن (تشديد الكاف) المؤمن من النظر الى الاخر الغير مؤمن بمنظار لا يمر عبر مرشحfilter ثنائية متلازمة من الدين\الاخلاق واقتصار التمييز بين الذات والاخر على مفهوم الايمان وبالتالي يمكن القول بأن الطرفين يكتسبان رؤية جديدة قائمة على ارضية مشتركة من الاخلاق رغم اختلاف القناعات الدينية او اللادينية مما يسمح بحد ادنى من الرؤية الانسانية من الانسان لأخيه الانسان.اضافة الى ذلك يمكن اعتباره "ترقية" للوعي البشري عامة وذلك لأن الكائن الذي يمتلك قدرةعلى صياغة قانون اخلاقي هو بدون شك "ارقى" (ليس احيائياً بل ادراكاً) من بقية الكائنات وهذا مغاير تماماً لما تطرحه فلسفة الدين القائمة على اعتبار الانسان "مخلوق معتوه" لا يملك القدرة على التمييز بين الخير والشر مالم يقاد الى ذلك بعصا وجزرة ربانيين

Tuesday, May 29, 2007

هكذا انتحر العقل

يحدثني المؤمن بكل علمية ومنطقية عن عجز العلم عن الأتيان بأجوبة مطلقة , عن عدم كفاية الادلة عن التطور, عن "لا علمية" الصدفة والنشوء والارتقاء ثم يخرج من جعبته ايمانه الذي يحوي الاجوبة المطلقة و بدون ادلة. هكذا انتحر العقل.

يلزمني ان قلت "نعم يوجد نقص في العلم" و "نعم توجد علامات استفهام حتى الان لم يتمكن العلم من الاجابة عليها" , يلزمني ان اصدق بوجود "شئء" غير محدود يجلس على عرش محدود! مطلق القدرة و يخلق على مراحل! لا يغير مابقوم الا "بعد" ان يغيروا ما بأنفسهم! وان تسائلت عن تناقضات ماهيته التي لا تعد ولا تحصى طلب مني السكوت شاهرا في وجهي جوابه السحري-الذي هو ككتابه المقدس صالح لكل زمان ومكان- " عقلك محدود لا يستوعب اللامحدود".هكذا انتحر العقل

يعيب علينا قصور عقلنا عن تصور الهه ولا يعيب على نفسه قصور عقله عن تصور الكون بدون الهه, قصور عقلنا-حسب ايمانه- سببه الهه فلم يلومنا؟ وقصور عقله -حسب قناعتنا- كبرياء وخوف. كبرياء لأن الدين مشخصن وليس موضوعي, كبرياء لأن الدين تمكن من الانسان حتى اصبح له عبدا به يكون وبدونه لايكون, وخوف من اله جبار يعد بالنار والعذاب, خوف لامنطقي بل فوبيا ربانية من سلاسل جهنمية تأسر جسدا سينهض بعد ان اكله الدود ولا تسألني كيف فألهه على كل شيء قدير! هكذا انتحر العقل.

لا يسمح لي المؤمن بأن اقول "لا اعلم" فهو يعيرني بها. وما ان تخرج من بين شفتي حتى تراه قد شهر الهه في وجهي قائلا "هذا هو السبب",”هذا هو الخالق". اما هو فيجيز لنفسه الحق,كل الحق بأن يقول "لا اعلم"ولكنه يذكرها بأحرف مختلفة على شاكلة: "الله اعلم",”حكمة الله",”لا تستغرب فالله قادر على كل شيء". هكذا انتحر العقل

اله ازلي ...شيء منطقي, كون ازلي ...خرافة. اله لا يعلم المؤمن سبب وجوده... شيء منطقي, كون لا يعلم المفكر سبب وجوده ...قصور عقلي. هدهد يتحدث وانسان يكلم النمل واخر يعيش الف عام... شيء معقول, تطور وطفرات وراثية ...خرافات واساطير. جان وملائكة, شياطين وأبالسة ومسيح دجال واعجاز... حقائق, احافير وتشريح...وحي من نسج الخيال. هكذا انتحر العقل

هكذا انتحر العقل ولا تجوز عليه الرحمة لأنه مات منتحرا.....الفاتحة

Wednesday, May 09, 2007

الدين والاخلاق

المؤمنون بالله صنفان. اولهما طيب وسهل العشرة و محب للآخر بطبعه ولكنه يرفض ان يعزي اخلاقه الحميدة لنفسه و تراه ينسبها الى تعاليم دينه, هو يرفض الاعتراف بكونه فاضل الاخلاق لذاته و يصر على اسقاطها على دين ينحني له حتى تلامس جبهته الارض فكأنه يقول "انا مجرم وقاتل ومغتصب لولا ديني الذي جعلني حسن الاخلاق"
الصنف الثاني مجرم بطبعه, سارق وقاتل و بدون رحمة ولا تسامح ولاطيبة, يجد في الدين متنفس لكرهه وغيه , هو يرفض ان ينسب قباحة كيانه الى نفسه بل تراه يجاهر بكراهيته للآخر ولسان حاله يقول "انا اقتل لأن ديني والهي يطالباني بهذا وانا مثاب لما افعله"!
صنفان يؤمنان بنفس الدين؟ كيف يكون الدين الذي يحفز على الطيبة والتعايش مع الاخر هو نفسه الذي يدعو الى العنف الدموي و قطع الرؤوس و قتل الابرياء؟ الدين واحد والبشر اصناف مختلفة. الدين واحد والبشر اخلاق مختلفة. الدين واحد والانسان يأخذ منه ما يلائم قناعته واخلاقه من تعاليم , فالفاضل يأخذ ما يلائم فضيلته من تعاليم ويرمي بغيرها في زوايا مظلمة فيتناسى حتى ينسى ان لدينه وجه قبيح و تراه يخجل ويتفاجأ عندما يطل هذا القبح ويبدأ بالتسليب و القتل والذبح وجز الرؤوس. يتفاجأ ويخجل ولكنه لا يعترض و يحتج, لماذا؟ لأنه يعلم ان الجنون الذي يرفضه جزء من الدين الذي يؤمن به و هو بالتالي ملزم بقبوله حتى لو كان على مضض.
المؤمنون بالله صنفان اولهما راقٍ ينسب خيره الى كائن سماوي والثاني منحط يلقي شروره على اكتاف نفس الكائن.يجمعهما رفض حقيقة كون الانسان هو موجد القيم ومبدعها, خالق خيرها وشرها, و يفرقهما تفضيلنا للأول على الثاني لعلمنا ان الثاني كالقيئ يملأ محيطه بالرائحة العفنة اما الاول فأنه مسكين فاته ان يدرك ان عظمة انسانيته تكمن في اخلاقه والتي لا يمكن لكل الكتب والانبياء والالهة ان تجبره عليها ما لم يكن هو هكذا.
المؤمنون بالله صنفان يجمعهما وهم الهي يلغي فضيلة الاول ويبرر رذيلة الثاني.

Monday, April 16, 2007

أيدز اسلامي

جموع غاضبة تحرق افلاماً وكتباً وشرائط موسيقية بأسم الاسلام. غوغاء او اغبياء او بسطاء عقول, لا فرق فالكل مصابين بمرض نقصان المناعة العقلية المكتسب. ايدز أسلامي. ولم لا؟ هناك نسخة اسلامية لكل شيْ من المصارف الى القنبلة النووية مروراً بالاحزاب والاغاني والغذاء والغناء والقنوات الفضائية فلما لا يكون هناك نسخة اسلامية من الايدز؟
رأيت مصابين بهذا المرض مؤخراً في الباكستان من اتباع الجهبذ امام الجامع الاحمر. ظهروا بلباسهم الطالباني ملثمين أو معممين أو الاثنين معاً. يريدون فرض رؤيتهم على مجتمع بأسره. يريدون احراق الافلام والغاني بحجة عدم "اسلاميتها" ومخالفتها للشريعة اليوم و ربما حرق "الشيعة" و المتبرجات لنفس السبب غداً.
عينات من شباب مريض تتقافز حول النيران وهو يردد بشعارات اسلامية في ظاهرها وثنية نازية في باطنها, تحمل دلالات الغاء الاخر و اقصاءه بالعنف او بالحرق اذا شاءوا. افلام واغان قد يكون بعضها مبتذلاً ولكنها بكل تأكيد لم تتسبب في مقتل احد كما يهدد هؤلاء بقتل كل من لا يتبع "شريعتهم". ايدز اسلامي سببه الجهل أو قل نصف العلم الذي يجعل من الانسان احمقاً بأمتياز يخرج في مظاهرات تحلل سفك دماء كتاب ومفكرين كتبوا فأصابوا أو اخطأوا, ايدز اسلامي يعمي العقل حتى عن قراءة ما كتب قبل التظاهر ضده. مرض فتاك يجرم الفكر والرد على الكلمة بالكلمة.
الله اكبر فلتسقط الافلام والاغاني والكتب والمجلات والافكار والنظريات, الله اكبر فالباكستان دولة بدون فقر ولا دكتاتورية ولا أمية ولا فساد ولم يبق فيها الا منع الاغاني والافلام وتصبح اسلام اباد عاصمة الخلافة. خير الشباب من خرج يجاهد بحرق افلاما وشرائط بدل ان يبعث عن علم ينفعه او عمل يقتات به. فأسلام اليوم هو اسلام المنع والتحريم والطالبان والقاعدة وامام المسجد الاحمر. اسلام المؤسسة الدينية التي تتربع على عقول البلهاء والغوغاء. اسلام يحارب الانسان بأسم الانسان. اسلام عنصري وفاشي ونازي بكل ما في الكلمات من معنى. اسلام وجب قتاله واستئصاله قبل ان يستشري ويصبح "حرق" الاخر مشهداً مألوفاً على شاشات التلفزة.