لم الاصرار على ان هناك تفسيراً "علمياً" للدين؟ لم لا يكتفي المؤمنين بما يؤمنون به من "حقائق ربانية" بدل زعيقهم المستمر عن الاعجاز العلمي و"الحقائق" المذكورة في كتبهم؟ مالذي يحملهم على البحث عن تأييد علمي تجريبي لخرافاتهم؟
تساؤلات لو طرحتها على أي مؤمن لأجاب بأن ايجاد "تفسير" علمي ل"حقيقة" دينية يزيد من ايمانه!! كيف يكون العلم مثبتاً للأيمان؟ ان محاولة اقناع النفس او الغير بالدين على اساس علمي خائبة وخاطئة و للدقة اقول سخيفة ومتناقضة.
الدين ايمان والعلم معرفة , فنحن أو العقلاء منا نعلم ان الارض كروية ولكن المؤمن يؤمن ان الله موجود, اي محاولة لاثبات "صحة" الدين هي محاولة "عقلنة" تؤدي بالضرورة الى تغيير حالة" الايمان" الى "معرفة" وبالتالي تنتفي الحاجة الى الدين لأننا اصبحنا نعلم بعد ان كنا نؤمن
الايمان هو الاعتقاد بصحة فرضية ما بدون وجود برهان على صحتها(وجود الله, القرأن والانجيل كتب سماوية) او في حاله اشد تطرفاً حتى عند وجود دليل على عدم صحتها(الولادة من عذراء, التكلم في المهد, فيضان يدمر العالم). اما العلم فهو معرفة صحة فرضية من عدمها استناداً الى نتائج ملموسة ومثبته بطرق بحث منهجية. فالعلم ينطلق من "الشك" في صحة الفرضية واجراء تجارب واختبارات وقياسات للتأكد من صحتها قبل البت بأمرها, وحتى بعد ان تجتاز الفرضية كل الاختبارات بنجاح فهي تبقى فرضية , ولهذا يطلق عليها "نظرية" وليس "حقيقة" لأنها وبرغم الحالاات التي تنجح في تفسيرها الا انه يوجد احتمال-مهما كان ضئيلاً- ان تعجز عن تفسير حالة واحدة وبالتالي تُنقض او تُعدل وبنفس الاسلوب العلمي. اي ان العلم ينطلق من الشك للوصول الى اليقين أو اقرب ما يكون اليه اما الدين فهو ينطلق من"الحقائق" ويحاول ان يطوّع المشاهدات العلمية لكي تلائم "حقائقه" وفي حال اختلفت النتائج عن الفرضيات (الحقائق) الدينية يتم التغاضي عنها بدل تغيير الفرضيات الدينية. هناك من سيقول وماذا عن الحالات التي يتطابق فيها العلم مع الدين, الا يعني هذا صحة الدين؟ الجواب هو وماذا عن كل النتائج العلمية التي لا تطابق الحقائق الدينية, الا يعني هذا ان الدين غير صحيح؟
الفرضيات والقوانين العلمية واضحة في معانيها بغض النظر عن كونها صحيحة ام لا. فعندما نقول "على السطح المستوي,الخط المستقيم اقرب طريق بين نقطتين" فسواء كانت الجملة صحيحة ام لا فهي تعني الشئ نفسه لكل من يقرأها وبأي لغة كانت الان وبعد مئة سنه, المعنى واضح لأن كل كلمة واضحة المقصد, فليس هناك من "تفاسير" ومجلدات توضع لشرح فكرة" الخط المستقيم" ولايوجد تفسير اوربي واخر ياباني للخط المستقيم . فالمعنى واحد ووحيد. هذا يوفر ارضية مشتركة للنقاش والنقد والبحث, اما "الحقائق الدينية" أو بالأحرى الفرضيات الدينية فهي مطاطة بشكل مدهش ويمكن تفصيلها لكي تناسب مختلف الحقائق ولكن ينسى من يفسرها بأنها لو كانت "حقيقة" لما احتاجت الى مجلدات تفسير في المقام الاول.
الدين ضعيف لأنه في عصر العلم لا يستند الى قاعدة صلبة وبالتالي يحتاج الى تأييد و شهادة العلم ليتمكن من ضم قطعان جديدة الى حشوده , على العكس من العلم حيث لم و لن نسمع يوما عن اكتشاف علمي تم اقراره لانه مذكور في القرآن او التوراة.
No comments:
Post a Comment