Thursday, October 18, 2007

ونبذت الاسلام

اليوم هو الجمعة, نسيت ان اذهب لأداء الصلاة في المسجد مع الوالد مثل كل اسبوع. لم اعد احب هذا المكان ولكن لا بأس هذه المرة فإن أبي سيغضب علي إن اعتذرت له مثل الاسبوع الماضي.. أمي تناديني يجب أن أستعد الآن.
وصلنا للمسجد ووجدنا المكان ممتلئا بالمصلين. لم يبق كثيرا على الصلاة. لا ادري لماذا يرفع الاذان وتتلى الخطبة بمكبرات الصوت التي تزعج من يسكن قرب المسجد؟ هل كان المؤذن يزعق عبر مكبرات الصوت زمن الرسول؟ لا اظن هذا. لم قلة الذوق هذه؟ السنا نحن من نطالب العالم بأحترام مشاعرنا؟ لماذا نتعدى على حقوق الاخرين ولا نحترم مشاعرهم؟ عندما يزعق الخطيب لا اشعر اني في مكان مقدس بل اقرب ما يكون الى سوق شعبي.
اكثر ما يزعجني ويثير الاشمئزاز في نفسي هو خطبة الجمعة, الخطيب لا يكف عن شتم "أولاد القردة والخنازير" و مطالبة الله بأنزال شتى انواع العذاب على رؤوسهم, يطالبه بأن يزلزل الارض تحت اقدامهم وان تفتح جهنم ابوابها لأستقبالهم. لا ادري مالذي يقوله الخطيب لو توقف لوهلة ليفكر في ملايين الاطفال والنساء والشيوخ الذين يدعي عليهم. اهذا دين السلام؟ اهذا ما يخرج من فم من يؤم المسلمين في مكان من المفروض ان يكون مكان صلاة واستغفار وتعبد؟
أفٍ لهذاالقرآن .. دائما ما يخيب ظني.. ألقيت نظرة أخيرة عليه محاولا البحث عن أي جملة تدل على أن الله هو الذي أوحى هذا الكلام لمحمد أو أنه يصلح أن يكون دليل الهداية للبشر جميعا لكني لم أجد.. أغلقته بمرارة ثم استلقيت على السرير أفكر..
هل هذا هو وحي الله حقا؟
هل كل هذا التهديد والوعيد بعذاب ازلي والامر بمحاربة الاخر وقتاله هو منهج الاسلام؟
ما هذه التناقضات الكثيرة في روايات القرآن للأحداث؟
هل يجب أن أؤمن أن هذا القرآن مقدس فعلا؟
إنني أصبحت مؤمنا أن هذاالقرأن هو آراء محمد ونتاج عقله وليس من كلام الله.. كم أتألم عندما اشاهد ان الاسلام اصبح قانون محاماة اكثر منه دين, كيف اصبح المسلم يحسب حسناته وسيئاته فأن توفرت له بعض الحسنات ارتكب موبقات لعلمه ان هذه بتلك وان كفة الميزان ما تزال في صالحه. كم اتألم عندما اجد الاسلام وقد اصبح حسبة بميزان بقالة لا اكثر.
إن ما يؤلمني أكثر أن المسلمين لا يعتبرون الامر مشكلة مادام الله يعلم ان حسناتهم اكثر من سيئاتهم
وحتى لو كانوا يعدونه ذنبا أليسوا يرون في اسلامهم كفيلا بأن يقيهم العذاب الازلي.
من الصعب على ان اؤمن بأن الله يأمر بما يأمر به في القرآن من بطش وقتال ومحاربة غير المسلمين, اليس هو خالق كل البشر؟ لماذا يخلق البعض منهم مسلمين ويأمرهم بقتال البعض الاخر الذين لم يخلقهم مسلمين؟
من الصعب علي ان اؤمن بأن خالق هذا الكون على هذه الدرجة من البدائية الوحشية. هل هذا هو مستوى رب الكون وخالقه؟ اذا كنت انا الانسان اترفع عن هكذا اخلاقيات مقززة فكيف يكون الله عاملا بها؟
لقد اصبحت ارفض فكرة وجود الله الاسلامي احتراما لفكرة الاله نفسها.

كلما تأملت في أحد المعاني أو العبادات التي توجد في الإسلام أرى خرافات وعنف بربري واله يحاسب على ميزان البقالة
صوت من أعماق نفسي يدعوني لأن أقوم بدراسة متعمقة وموضوعية لهذا الدين, دراسة خالية من التحيز ومن الايمان. دراسة في سياق تاريخي وانساني واجتماعي وسياسي لبيئة العرب في شبه جزيرتهم في عصر محمد. دراسة احاول ان افهم منها اسباب حدوث كل ما حدث بدون اللجوء الى جبريل والهه.
قضيت شهراً اتصفح فيه مواقع اسلامية واخرى فلسفية تتحدث عن علل ومغالطات واخطاء وحتى كذب بعض الأدعائات على وجود الله
تناقشت مع مسلمين ولم يأتوا بجديد. اجوبة غامضة تتكلم عن "روح" و "خلق" و مغالطات لا تقنع الا المؤمن اصلاً وانا لم اعد مؤمناً.
قرأت عن "الاعجاز" فلم اجد محاولات لأثبات صدق القرآن اسخف واشد سذاجة من هذه. مط ولي لأعناق الكلمات لأستجداء معان غامضة فكأني اقرأ لمحامي يحاول الحصول على البرائة لموكله بأيجاد ثغرة في القانون.
سمعت من بعض السذج ايات تتحدث عن سماحة الاسلام على شاكلة "لكم دينكم ولي ديني" "ما على الرسول الا البلاغ", ومن يتفوه بها لا يعلم انها ايات نسخت ولم يعد لها من قيمة سوى تأريخها القرآني فياله من اسلام يجهله اهله!
لقد زادت معرفة هذه الأمور من حنقي على هذا الدين !!كنت اظن نفسي وحيدا تتقاذفني هذه الافكار ولكني اكتشفت وجود ملايين غيري من البشر يفكرون بنفس الطريقة.
ملايين انتهت الى رفض فكرة الاله على اختلاف انتمائاتهم الدينية .

كيف يكون الله واحد وافكار البشر عنه مختلفة كل هذا الاختلاف؟
اصبحت اقرأ كتب ما كنت اظن انها كتبت. كلمات تبنى منها جمل تجتمع في صفحات ففصول لتأتي بكتب من الفكر الذي يحترم الانسان لكونه انسان وليس لكونه عبداً لأله لا دليل عليه. افكار على اختلافها تتشابه في شيء اساسي:
لا شيء مقدس وكل شيء قابل للطرح والنقاش والنقد. اين هذا من كلمات تراكم عليها تراب الزمن واصبحنا نرفض حتى الاعتراف بضرورة نفضه عنها وصقلها من جديد في ظل واقع معاصر نعيشه اليوم.

قرأت ما كتبه جهابذة فكر وفلسفة وعلم, قرأت لبرتراند رسل, لنيتشة, قرأت لشوبنهور وديكارت, قرأت لشاكر النابلسي وطه حسين, لعلي الوردي ومحمد اركون. قرأت عن حيل الاعجاز وخرافة الاله. عن الاسباب الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لظهور الاسلام واستمراره, عن الحرب الاهلية الاسلامية التي مانزال نعيش واقعها اليوم, عن التزوير والتدسيس في الحديث, عن وعاظ السلاطين ومهزلة العقل البشري وقرأت وقرأت واهم ما في الامر اني لم اقرأ بغشاوة المؤمن بل بتساؤل المفكر. قرأت واقتنعت بمعظم ما قرأت ولا حرج علي في ما لم اقتنع به. فلا عقاب ولا نار ولا عذاب لمن لم يقتنع فالمسألة ليست تهديد ووعيد بل بحث واستقصاء.

اريد ان اقرأ بغير خوف من ان اكون طاهرا قبل ان امسك الكتاب, ماقيمة الكتاب؟ ماقيمة الكلمات نفسها اذا كانت تحقر اخيك الانسان وتدعو لهلاكه؟ لا اريد ان اشعر بكلام اله خرافي لا يحق لي مسائلته بل اريد ان اتعلم من افكار الانسان الذي استطيع مناقشته.

الله أكبر .. ما اكبرها من كذبة.

وماذا بعد ايها الانسان؟

أما زال فيك شك أن الإسلام هودين محمد فقط وان الهه لا يمكن ان يوجد

عجبا لك ماذا تنتظر ؟

ألم يكن هدفك الوصول إلى الحق ؟

فها قد عرفت الحق فماذا يحول بينك وبينه

إلى متى تسوّف وتؤجل ؟!

هل تطيق أن تظل على دين كهذا لا يمت للآنسانية بصلة؟

لا والف لا, زالت الغشاوة عن عيني واصبحت كمن يرى النور بعد ظلام.

اوقدت شمعة المعرفة والثقة بالفكر الانساني وطردت ظلام الاله وكلامه وانبيائه.

اعلنتها بصراحة وبدون "تقية".

اعلنتها على الملأ وعلى مسامع الجميع

انا افكر, انا اناقش, انا انتقد, انا اسأل,

انا ملحد
.