ما هي الصفة المشتركة لكل المؤمنين بغض النظر عن عقائدهم؟ الجواب بسيط: الغطرسة والغرور.
الايمان بحكم تعريفه يدعّي الحقيقة المطلقة, فهو الطريق الوحيد للخلاص وماعداه سكة الى جهنم وعذاب ابدي. الدين يحتكر "الحقيقة" ويصادر حق السؤال والنقد. فأذا كانت الحقيقة"مطلقة" فليس هناك من داع لأن تبحث عنها بعد الان, ولا يجوز ان تناقش وتتسائل عن صحتها ومن يفعل ذلك فهو كافر.
ما تسعى اليه الاديان هو الفرض, والحجة المتبعة دائما هي "كلام الله"و "تعاليم السماء". الدين "يقول" ولا يثبت, "يفرض" ولا يبرهن, فالمسلمون يؤمنون بأن النملة والهدهد تنطق !, والمسيحيون يؤمنون بأن مريم "العذراء" رُفعت الى السماء ولم تمت. هل من دليل؟ ياللسخافة طبعا يوجد دليل, أوليست مذكورة في كتب "سماوية".
ليس بالضرورة ان يكون المغرور مؤمن, لكن كل مؤمن مغرور. كل مؤمن يتكلم على افتراض انه يعلم "الحقيقة" وان "المسكين" الذي يحادثه من الخاسرين, وهو يبذل الجهد لكي يجعله "يؤمن" بهذه "الحقيقة" ويأتي بأيات من كتابه لتبرهن على صحة الكتاب نفسه! لكن متى ما وُجه له سؤال يتطلب افادة علمية او دليل تجريبي فهو يلوذ بالصمت او يحاجج بأن "الحقيقة" واضحة وان كل ما عليك فعله هو ان "تفتح" قلبك و "تسلم"نفسك الى الهه كي"ينير" طريقك اليها.
الشيوعية انهارت عندما تحجرت ولم تستوعب حقيقة ان العالم ديناميكي بطبعه وعليه فالتغير واجب وليس أختيار , الصين "الشيوعية" غيرت كثيرا في "شيوعيتها" حتى لا يكون مصيرها كجارها السوفيتي, وكذلك بقية الايدولوجيات, لا بد من ان تغير تكتيكها بين الحين والاخر حتى تحافظ على استراتيجيتها, كل الايدولوجيات الا الايديولوجية الدينية فهي ضد التغيير, لماذا؟ لأنها متغطرسة ولا تعترف بأمكانية الخطأ اضافة الى عدم وجود استعداد للنقد الذاتي وتقييم لبناءها الداخلي. فهي في نهاية المطاف تقوم على مبدأ "الحقيقة المطلقة" وعنصر جذبها للعوام هو هذا الزعم فأن عدلت أوغيرت في منهجها فهي تكون مغيرة للحقيقة الالهية وهذا يتناقض مع ما تدعيه من العصمة. مالبديل اذا لكي تنجو من الانهيار كما حصل للشيوعية السوفيتية؟ هنا استعير مقولة للكاتب نبيل فياض " كلما ازدادت الفكرة هشاشة زاد ت شراسة اصحابها في الدفاع عنها" وهذا ما اختار الدين ان يفعله, العنف هو الوصفة الدينية لحل المشاكل مع الاخر فالحوار يبرز مواطن الضعف والسخافة والحماقة في الدين. ولنا في دولة طالبان والمحاكم الاسلامية في الصومال والانتحاريين في فلسطين وقاطعي الرؤوس الذين يريدون "فرض" دولة الخلافة في العراق امثلة على نوع من العنف الاسلامي يقابلها عنف من نوع اخر على الطريقة الانجيلية كما يحدث في ولايات حزام الكتاب المقدسBible belt في الغرب الاوسط الاميركي حيث التغلل الديني المنظّم الى عقول الناشئة ومحاولات فرض التربية الدينية وتسفيه نظريات وحقائق العلم لصالح خرافات توراتية وما جورج بوش الابن والمحافظين الجدد وما يرتكبونه من مجازر في مختلف انحاء العلم الا امثلة "استثنائية" عن نجاح الاستعمار الديني لعقل الانسان.
كل من و ما يدعي احتكار "الحقيقة" ويسفه غيره و يتعامى –او يتغابى- عن وجهة نظر الاخر يكون مريضا بالغرور والغطرسة والاستعلاء ... والحماقة, وهذا هو جوهر الدين كما قال نيتشة " الحماقة...بأمتياز"
No comments:
Post a Comment