Thursday, July 09, 2009

شهيدة الحجاب و رعاع الاسلام

يشتكي العرب والمسلمون من سياسة الكيل بمكيالين وهم اول من يكيل بعدة مكاييل, واخرها في ميزان بقالتهم هو مروة "شهيدة الحجاب" حيث خرجوا في تظاهرات واعتصامات يطالبون بأعتذار واسف من الحكومة الالمانية وكأن مستشارة تلك الدولة هي من غمدت الخنجر في صدر مروة. ولم يتوقف الامر عند نكتة الاعتذار بل يجري الحديث عن تأثر العلاقات بين المانيا ودويلات العرب والمسلمين, وربما يخرجون علينا غداّ بدعوات تتحول الى فتاوى بمقاطعة المنتجات الالمانية والبي ام دبليو و يحرم علينا شيوخ الفضائيات مشاهدة الدوري الالماني حتى يركع الالمان طالبين السماح والغفران من "خير امة..."


كم ازعر وارعن وبلطجي من ارض الكنانة من الذين خرجوا يطالبون بأعتذار الماني قدموا اعتذارهم للدول التي ينتمي اليها السياح الاجانب الذين ذبحوا في مصر في الثمانينات والتسعينات؟

كم سفيه من ارض الفراعنة طالب حكوته بأن تعتذر عن تلك الجرائم؟

كم يماني من منبع العرب العاربة طالب رئيسه ورئيس برلمانه بتقديم اعتذار لعائلات ودول الاجانب الذين خطفوا وذبحوا في اليمن على يد اخوة الايمان في الله ورسوله؟

ولننظر الى الموضوع من زاوية اخرى. كم بريطاني واسباني و فرنسي وغيرهم من عائلات المذبوحين في دويلات المسلمين خرج مطالباً بأعتذار مصري او يماني او غيرها من دور السلم؟

جريمة قتل مروة قد يكون لها خلفية عنصرية, مثلها كمثل جرائم الاسلاميين, كلها عنصرية ومذهبية. فمن يدين تلك اولى به ان يدين هذه اولاً, ومن يريد ان يسمع اعتذار عن تلك, ليعتذر هو عن هذه.


مروة قتلت بظروف وملابسات جاري التحقيق فيها, ومصر ارسلت وفداً للمشاركة او المتابعة او المراقبة سمها ماشئت, ولكن هذا لا يعطي الحق لأي كان ان يحول الجريمة الى استعراض شبيه ب"حفل تأبين" مايكل جاكسون. فمن كان بيته من زجاج لا يرمي الناس بالحجارة, من كان يريد الاعتذار عليه ان يبادر به , لا ان يصرخ ويزعق "نطالب (بكسر اللام) ولا نطالب (بفنح اللام), هذا هو ديدننا"

بل قل هذا هو ديننا.