Sunday, October 21, 2012

الله: رؤية بعين العـقل -2

طبيعة الله العصيـّة على الفهم أول خط دفاع يستغـّله المؤمن حين يُواجه بعبثية فكرة وجود كائن فوق الطبيعة. رّده جاهز:" هذا دليل عدم قدرة الأنسان على ادراك طبيعة الله". المؤمن لا يكتفي بهذا ، بل يجزم أن جهلنا طبيعة الله أمر مبدئي و متلازم مع فكرة الله نفسها!

أولاً: ان كانت فكرة الله غير مفهومة فما معنى أن يدّعي المؤمن أن الله موجود و في نفس الوقت "غير معلوم" أو "مجهول" أو "عصيّ على الفهم" ؟ ما معنى القول أن "شيئاً لا يمكن ادراكه أو فهمه أو استيعابه موجود" ؟! كيف يدرك المؤمن ما لا يمكن إدراكه ؟!

القول بوجود شيئ نعجز عن معرفته تناقض صريح. فأن كان الانسان عاجزاً عن معرفة الله فكيف يعرف انه موجود في المقام الأول ؟ المؤمن و بقوله أنه يعرف أن الاله موجود يناقض نفسه إذ يدّعي أنه يعرف شيئاً عن الله الذي لا يمكن معرفة شيئ عنه !

ثانياً :إن كان الله عصيّ على الفهم فلا يمكن فهمه أو فهم صفاته ، و هذا يشمل صفة "عصيّ على الفهم" نفسها . لكن المؤمن يدّعي انه يفهم ان الله عصي على الفهم !..أليس في هذا تناقض ؟!

حين يقول المؤمن أن الله عصّي على الفهم فهو يقصد أن فكرة الله لا يمكن استيعابها. أي أن المؤمن يتحدّث عن فكرة لا يستوعبها هو نفسه. و كأنـّي بالمؤمن الذي يناقش الملحد شارحاً فكرة الله يقول:" سأشرح ما أقصد بالله بالقول انّي عاجز عن شرح ما أقصد بالله"

ثالثاً: من يدّعي أن معرفة الله مستحيلة يفترض انه يعرف كل شيء يمكن معرفته في الوجود و عليه وصل الى هذا الأستنتاج. أي أن المؤمن يدّعي قدرة معرفية لا حدود لها ، هو متأكد أن معرفة الله مستحيلة اليوم و غداً و الى أبد الدهر ، و هذا بحدّ ذاته إدّعاء صلف لا قيمة له

سبب رفض الملحد لفكرة الاله هو كونها فكرة غير قابلة للشرح و التفسير . فالمؤمن يدّعي وجود ما لا يمكن فهمه و شرحه و تفسيره ، و هذه اهانة لعقل المؤمن نفسه أولاً.

المؤمن يدّعي معرفة وجود شيء لا يمكن معرفته. شيء موجود خارج حدود الطبيعة. المؤمن يدّعي إدراك ما هو عصيّ على الادراك !

المؤمن لا  يكتفي بهذه التناقضات ، بل يزداد اصراراً على وجود هذا الشيء المتناقض. فما عساه يفعل و كيف يردّ ليبعد تناقضات يقول انها "ظاهرية" ؟ سيدّعي أن الاله الذي يتحدث عنه يمتلك بعضاً من صفات يمكن للعقل البشري إدراكها و الاحاطة بها أو بجانب منها في محاولة علـّه ينجح معها في إدخال الله الى ساحة الوجود الذي ندرك و نفهم

و للحديث بقيّة...

1 comment:

Anonymous said...

اولا اسأل الله ان يهدينا سواء السبيل
ثانيا لا يوجد تناقضات على الاطلاق لاننا نعرف الهدف اللذي من اجلة نعيش ونعرف ان الله غفور رحيم اعرض عليك ما قالة زعيم الالحاد ريتشارد دوكينز عندما سألة مقدم البرنامج عن نشأة الكون فقال لا اعرف ثم اعطاه احتمال على استحياء كونة يناقض منطقة اللذي م اجلة اصبح ملحدا فأجاب عن كيفية بداية هذا الكون فقال (هو يمكن ان يحدث بالطريقة التالية من المحتمل في وقت سابق في مكان ما في الكون تطورت حضارة في الغالب بواسطة بعض الطرق الدارونية..ووصلوا الى مستوى عال جدا من التقنية وصمموا شكلا من اشكال الحياةوربما بذروه في كوكبناالان هذه امكانية..امكانية مثيرة وأنا أفترض بأن من المحتمل ان نجد دليلا عليها واذا نظرت في تفاصيل الكيمياءالحيوية و علم الاحياء الجزيئي فقد تجد توقيع (مصمم ما)) اذا نبي الالحاد و انكار الله ليست مشكلته في ان يكون هناك خالق ولكن مشكلته ضد بعض انواع المصممين
عندها ارجوا ان تخبرني هل اصدق بأن للكون خالق ام كائنات اذكى من اوجدت الكون وعندها سوف اطلب الدليل و البرهان ثم اسئلك من اين نشأت تلك الكائنات
و أرجوا ان تكون منطقيا كما طلبت منا فنحن بالنسبه لك لا عقلانيين فأتمنى ان تكون عقلانيا وتجيب بمبدأك