Wednesday, July 18, 2007

الاصل المقدس للأخلاق

اذا كانت حجج المؤمنين على وجود الاله (علة اولى, انتظام كوني,الخ..) اسلحة يريدون بها الدفاع عمن نصبوه رباً وخالقاً فأن احد اخطر اسلحة الهجوم على الالحاد كفكرة والملحدين كأفراد هو سلاح الاخلاق. الخطورة تكمن في طبيعة الانسان نفسه, فالمؤمن قد لا يهتم اذا كان غيره مؤمناً بعلاقة تنظيمية مختلفة (دين اخر) مع موجود مقدس (اله) لأنه في نهاية المطاف يعلم اشتراك المؤمنين عامة بمنظومة اخلاقية تعود في منبعها الى نفس الموجود المقدس. تختلف الحال عندما يكون الاخر ملحداً حيث ان الاصرار على فرض الاله وصياً ومرجعاً وحكماً على الاخلاق يجعل الرافض لهذا الاله رافضاً للأخلاق -في نظر المؤمنن وبالتالي يكون النفور من الالحاد والملحد على اساس اخلاقي لأن المؤمن لا يريد ان "يفقد" اخلاقه بمخالطة او مزاملة او معاشرة "فاقدها" من ناحية ومن ناحية اخرى تراه ينظر ويتعامل ويتحدث بفوقية مع هذا الهمجي عديم الاخلاق!
ازالة وهم "القداسة" عن الاخلاق له عدة جوانب ايجابية, فهو اولاً يزيل التهمة الباطلة التي تلصقها المنظومة الدينية بالفكر الذي لا يعترف بها و بالتالي عدم السماح لها بأحتكار تفسير "ديني" للخلق(ضم الخاء) ومرجعية "سماوية" للخير والشر كما انه يمكن (تشديد الكاف) المؤمن من النظر الى الاخر الغير مؤمن بمنظار لا يمر عبر مرشحfilter ثنائية متلازمة من الدين\الاخلاق واقتصار التمييز بين الذات والاخر على مفهوم الايمان وبالتالي يمكن القول بأن الطرفين يكتسبان رؤية جديدة قائمة على ارضية مشتركة من الاخلاق رغم اختلاف القناعات الدينية او اللادينية مما يسمح بحد ادنى من الرؤية الانسانية من الانسان لأخيه الانسان.اضافة الى ذلك يمكن اعتباره "ترقية" للوعي البشري عامة وذلك لأن الكائن الذي يمتلك قدرةعلى صياغة قانون اخلاقي هو بدون شك "ارقى" (ليس احيائياً بل ادراكاً) من بقية الكائنات وهذا مغاير تماماً لما تطرحه فلسفة الدين القائمة على اعتبار الانسان "مخلوق معتوه" لا يملك القدرة على التمييز بين الخير والشر مالم يقاد الى ذلك بعصا وجزرة ربانيين

3 comments:

brastos said...

جميل..
لا وجود لأخلاق مطلقة و مقدسة ..بل هي وليدة سيرورة تاريخية و علاقات اجتماعية و اقتصادية..و كذلك مناخ ثقافي و حضاري متحرّك..بالتالي هي ايضا متحركة..هل المنظومةالأخلاقية في القرون الوسطى هي نفسها المنظومة الحالية????ألا وجود لاخلاق إلا داخل منظومة اللاهوت?????

Anonymous said...

كل المقالات رائعه ومنطقيه شكراا

Anonymous said...

مع الاعتراض على تسميته مؤمن هناك فرق بين المؤمن وبين المتدين الاصح ان هناك صنفان من المتدينين متدين طيب ومتدين مجرم
ولو تعمقت في دراسة الاسلام سوف تجد فرق بين المؤمن والمسلم المؤمن غير المسلم عادةا المؤمن يكون طيب وعنده اخلاق طيبة بينما المسلم هو انسان اشبه الى الحيوان من البشر
حتى ان الرسول ص كان يعلم هذا الفرق ويوضحه لاصحابه
اما بالنسبة هل الاخلاق هي من اعلى ام نابعة من الانسان ذاته
الانسان مطبوع على جميع الصفات سواء الخيرة او الشريرة ولكن ما يحجدم ظهور صفات الشر هي الادوات التي يستخدمها المجتمع في الضبط الاخلاقي وحيث فبدون وجود ادوات ضبط لافراد المجتمع فان المجتمع يصبح مجموعة من الحيوانات والدين اداة ضبط لانه يحتوى على مجموعة من القوانين والاداوات التي تتجكم في هذا المجتمع