Tuesday, February 07, 2012

عادل امام بين اللحية و الجلباب

استهّل الاسلاميّون من أخوان و سلفيـيّن حكمهم الرشيد بأستعراض قوة و (فتونة) و أقامة دعوى على الممثّل عادل إمام يتّهمونه فيها بالأستهزاء بمن يرتدي "الجلبات و الحجاب و النقاب" و ازدراء "دين الله" و السخرية من اللحية و ربما يلحقون بها المسبحة و السواك  في وقت تعصف المشاكل الخطيرة المصرية و تستشري المضاهرات و المواجهات و القتل و الفوضى في جسد أرض الكنانة

سفاهة السلفيون واضحة وضوح العيان لكل من يقضي خمس دقائق أمام فضائياتهم و براغماتية الاخوان معروفة ايضاً على مدى الثمانين عاماً الماضية لكل من يتّتبع تاريخهم السياسي الحافل. فالفريق الاول وجد نفسه فجأة في مناخ سمح له بالوصول الى منبر سلطة لم يكن يحلم به و بات اليوم مضطّراً الى نفض الغبار (و ما أكثره) عن الكتب المهترئة و اعادة اجترار محتواها و بصقه على الحاضر في محاولة لأعادة "روح" دولة لم يكن لها وجود أساساً إلا في أحلام السلفيين الرومانسية (و لا أعلم إن كانوا يحرّمون الرومانسية أم لا..فهي بدعة!) أما الفريق الثاني فهو سياسيّ محنّك يستغّل الاسلام خير استغلال لتحقيق مآربه..تماماً مثلما يستغّل الاسرائيليون التوراة لتبرير احتلالهم..و كفاني بهذا حديثاً عن اخوان الشيطان الاسلامي.

رسالة السفاهة الاسلامية متمثلة في السلفيين واضحة لمن يريد أن يبصر. فنحن هنا و لن نسمح لأحد بأن ينبس ببنت شفة عن "الجلباب" أو "الحجاب" لأنهما جزء من الاله الاسلامي و انتقاد "من يرتديهما" هو انتقاد لهذا الاله. لاحظ ان الانتقاد ليس للجلباب او الحجاب بل للمنافق الذي يرتديهما لكن يأبى الخلف الطالح إلا أن يجمع بين الاثنين ليضيف قدسية الى "ابو لحية" و "ام برقع".

أن ينتقد عادل امام المرتشي و الحرامي و اللص و المنافق  الذي يستغّل الجلباب و أن يكشف حقيقة العاهرة التي تختبئ خلف الحجاب لهو أمر يجب أن ينحني له هؤلاء السلفييون احتراماً و تقديراً لأنه يبّرئ دينهم من شوائب امتلأ بها. لكن الرسالة واضحة فالحرامي "مغفور له" ما تزال سيماء الصلاة على جبينه و يسّبح بحمد اله على الآغلب لا يؤمن بقدرته و تناول هذه الامور و انتقادها لن يكون مسموحاً به مثلما لم يكن مسموحاً بأن ينتقد أحد "جمال مبارك" عندما كان الفرعون والده يحكم البلاد و العباد

السفاهة السلفية لن تخفت قريباً. ففضائياتهم و ابواقهم و ممثليهم في البرلمان سيتفنّنون في ايجاد مواضيع و امور مثل هذه بين الحين و الاخر.امور سطحية تليق بعقول عفى عليها الزمن و تجاوزها التاريخ. فمحاكمة عادل امام أسهل بكثير من ايجاد حلول عملية لموازنة الدولة. السفاهة السلفية ستبقى و تزبد و ترهب حتى يأتي اليوم الذي يفيق فيه العوام ليكتشفوا أن "ابو لحية و جلباب" لا يعني بالضرورة "ابو فكر و سياسة و اقتصاد".

4 comments:

samah said...

رغبت ان اعلق عليك ايها الغبي واسمح لي بان ادعوك الغبي لانك تحاول ترتيب الكلمات لتجد لك مقالة تكتبها مع العلم ان مقالتك قصيرة ووجب عليك ان تنحني لاسيادك السلفيين الذين ملؤوا الدنيا عدلا بعدما ملأت جورا وظلما ومن الظلم ان يتكلم امثالك عن العفيفات الطاهرات ولكني اقول كما قال الحبيب المصطفى (.................وينطق فيها الريبضة قالو من الرويبضة يا رسول الله قال الرجل التافه التافه التافه يتكلم في امر العامة فاعرف نفسك واعرف قدرك وتكلم في الافلام الاباحية التي تهمك انت وممثلك الرديء الذي بنى شهرته على غباء وتفاهة امثالك لا تتكلم عن السلفين الا وانت تضع يدك على راسك وشكرا

العرض said...

أخي صاحب المقالة شكرا على هذا المجهود التنويري
الإخوان أو السلفيين أو الإخوة كما نسميهم في الجزائر يتشابهون في أمور كثيرة مع بعض الإختلافات
فهم لا يقرؤون إلا كتب الإسلام السنية -و الأمر نفسه بالنسبة للمذاعيد الشيعة-و العجيب أنك أحيانا تجد نفسك أكثر علما منهم حتى في هذه الأخيرة زد على ذلك التخلف و السفاهة و الجهل و السبب أين ؟؟؟
السبب واضح فهؤلاء قد أوقفوا عقلهم بتحريم كل ما هو غير إسلامي و حتى هم كمسلمين حرموا الفكر على أنفسهم ما دام باب الإجتهاد قد غلق أيضا قد قالوا من تمنطق فقد تزندق و هذه وحدها تكفي
عندما نرى منظر ذاك المعتوه يؤذن في المسجد أقصد المجلس الشعبي الوطني المصري و عندما نرى الحيواني يلخص العلوم الإقتصادية في الغزو و الغنائم نفهم أننا أمام أمر لا يستهان به هؤلاء سيخربون بلدانهم كما خربوا الجزائر
أعتقد أن السجال الحالي و الموضوع الذي يجب أن يكتب حوله و يناقشه كثير من اصحاب الفكر الحر هو هل يحق ترشح الإسلاميين ؟؟؟ يعني أقمنا ثورات لإزاحة دكتتوريين أرضيين لننصب دكتاتوريين يستمدون شرعيتهم من السماء ؟؟ هناك من يقول نعم فهذه هي الديموقراطية و هناك من يقول لا و هذا رأيي لأنه بكل بساطة يكرهون الديموقراطية و يستخدمونها مطية لتحقيق مآربهم و إن كان لهم التمكين-بالفصحى- فلن يبقى أي مجال للحريات و لا حتى لطردهم و إن أراد الشعب ذلك
فويل من شر قد اقترب

finalhero said...

عزيزي ممكن نتكلم ؟
أنا مهتم جدا بالتحدث إليك فلو سمحت لو قرأت التعليق راسلني(fin4lh3r0@gmail.com)
و شكرا .

Anonymous said...

إله إلا الله وحده لا شريك له،له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير