استهّل الاسلاميّون من أخوان و سلفيـيّن حكمهم الرشيد بأستعراض قوة و (فتونة) و أقامة دعوى على الممثّل عادل إمام يتّهمونه فيها بالأستهزاء بمن يرتدي "الجلبات و الحجاب و النقاب" و ازدراء "دين الله" و السخرية من اللحية و ربما يلحقون بها المسبحة و السواك في وقت تعصف المشاكل الخطيرة المصرية و تستشري المضاهرات و المواجهات و القتل و الفوضى في جسد أرض الكنانة
سفاهة السلفيون واضحة وضوح العيان لكل من يقضي خمس دقائق أمام فضائياتهم و براغماتية الاخوان معروفة ايضاً على مدى الثمانين عاماً الماضية لكل من يتّتبع تاريخهم السياسي الحافل. فالفريق الاول وجد نفسه فجأة في مناخ سمح له بالوصول الى منبر سلطة لم يكن يحلم به و بات اليوم مضطّراً الى نفض الغبار (و ما أكثره) عن الكتب المهترئة و اعادة اجترار محتواها و بصقه على الحاضر في محاولة لأعادة "روح" دولة لم يكن لها وجود أساساً إلا في أحلام السلفيين الرومانسية (و لا أعلم إن كانوا يحرّمون الرومانسية أم لا..فهي بدعة!) أما الفريق الثاني فهو سياسيّ محنّك يستغّل الاسلام خير استغلال لتحقيق مآربه..تماماً مثلما يستغّل الاسرائيليون التوراة لتبرير احتلالهم..و كفاني بهذا حديثاً عن اخوان الشيطان الاسلامي.
رسالة السفاهة الاسلامية متمثلة في السلفيين واضحة لمن يريد أن يبصر. فنحن هنا و لن نسمح لأحد بأن ينبس ببنت شفة عن "الجلباب" أو "الحجاب" لأنهما جزء من الاله الاسلامي و انتقاد "من يرتديهما" هو انتقاد لهذا الاله. لاحظ ان الانتقاد ليس للجلباب او الحجاب بل للمنافق الذي يرتديهما لكن يأبى الخلف الطالح إلا أن يجمع بين الاثنين ليضيف قدسية الى "ابو لحية" و "ام برقع".
أن ينتقد عادل امام المرتشي و الحرامي و اللص و المنافق الذي يستغّل الجلباب و أن يكشف حقيقة العاهرة التي تختبئ خلف الحجاب لهو أمر يجب أن ينحني له هؤلاء السلفييون احتراماً و تقديراً لأنه يبّرئ دينهم من شوائب امتلأ بها. لكن الرسالة واضحة فالحرامي "مغفور له" ما تزال سيماء الصلاة على جبينه و يسّبح بحمد اله على الآغلب لا يؤمن بقدرته و تناول هذه الامور و انتقادها لن يكون مسموحاً به مثلما لم يكن مسموحاً بأن ينتقد أحد "جمال مبارك" عندما كان الفرعون والده يحكم البلاد و العباد
السفاهة السلفية لن تخفت قريباً. ففضائياتهم و ابواقهم و ممثليهم في البرلمان سيتفنّنون في ايجاد مواضيع و امور مثل هذه بين الحين و الاخر.امور سطحية تليق بعقول عفى عليها الزمن و تجاوزها التاريخ. فمحاكمة عادل امام أسهل بكثير من ايجاد حلول عملية لموازنة الدولة. السفاهة السلفية ستبقى و تزبد و ترهب حتى يأتي اليوم الذي يفيق فيه العوام ليكتشفوا أن "ابو لحية و جلباب" لا يعني بالضرورة "ابو فكر و سياسة و اقتصاد".