اذا كانت حجج المؤمنين على وجود الاله (علة اولى, انتظام كوني,الخ..) اسلحة يريدون بها الدفاع عمن نصبوه رباً وخالقاً فأن احد اخطر اسلحة الهجوم على الالحاد كفكرة والملحدين كأفراد هو سلاح الاخلاق. الخطورة تكمن في طبيعة الانسان نفسه, فالمؤمن قد لا يهتم اذا كان غيره مؤمناً بعلاقة تنظيمية مختلفة (دين اخر) مع موجود مقدس (اله) لأنه في نهاية المطاف يعلم اشتراك المؤمنين عامة بمنظومة اخلاقية تعود في منبعها الى نفس الموجود المقدس. تختلف الحال عندما يكون الاخر ملحداً حيث ان الاصرار على فرض الاله وصياً ومرجعاً وحكماً على الاخلاق يجعل الرافض لهذا الاله رافضاً للأخلاق -في نظر المؤمنن وبالتالي يكون النفور من الالحاد والملحد على اساس اخلاقي لأن المؤمن لا يريد ان "يفقد" اخلاقه بمخالطة او مزاملة او معاشرة "فاقدها" من ناحية ومن ناحية اخرى تراه ينظر ويتعامل ويتحدث بفوقية مع هذا الهمجي عديم الاخلاق!
ازالة وهم "القداسة" عن الاخلاق له عدة جوانب ايجابية, فهو اولاً يزيل التهمة الباطلة التي تلصقها المنظومة الدينية بالفكر الذي لا يعترف بها و بالتالي عدم السماح لها بأحتكار تفسير "ديني" للخلق(ضم الخاء) ومرجعية "سماوية" للخير والشر كما انه يمكن (تشديد الكاف) المؤمن من النظر الى الاخر الغير مؤمن بمنظار لا يمر عبر مرشحfilter ثنائية متلازمة من الدين\الاخلاق واقتصار التمييز بين الذات والاخر على مفهوم الايمان وبالتالي يمكن القول بأن الطرفين يكتسبان رؤية جديدة قائمة على ارضية مشتركة من الاخلاق رغم اختلاف القناعات الدينية او اللادينية مما يسمح بحد ادنى من الرؤية الانسانية من الانسان لأخيه الانسان.اضافة الى ذلك يمكن اعتباره "ترقية" للوعي البشري عامة وذلك لأن الكائن الذي يمتلك قدرةعلى صياغة قانون اخلاقي هو بدون شك "ارقى" (ليس احيائياً بل ادراكاً) من بقية الكائنات وهذا مغاير تماماً لما تطرحه فلسفة الدين القائمة على اعتبار الانسان "مخلوق معتوه" لا يملك القدرة على التمييز بين الخير والشر مالم يقاد الى ذلك بعصا وجزرة ربانيين