تعالوا أثبت لكم أن الاسلام و أتباعه
يبجّلون العنف و يمثّلون خطراً على البشرية...كيف؟...أكتب كتاباً من الدرجة
الثالثة أو أصنع فيلماً لا قيمة له أو ربما أطبع رسوم كارتونية في مجلة مغمورة و
سترون كيف يتصرّف المسلمون..ستشهدون بأمّ أعينكم أنهم رعاع متعطّشة للدماء....و بعد
بضعة أيام تنتشر النار في الهشيم و أثبت صحّة كلامي و غوغاء المسلمين أنفسهم
قدّموا الدليل الذي لم يكلّفني سوى بضع كلمات هنا أو رسمة كارتونية هناك. فبئساً
لكم ما أغباكم.
هذا ملخّص الفصل الجديد من المسرحية المهزلة التي يتحفنا بها غوغاء المسلمين بين
حين و حين. مشهد جموع "الغيورين" على مؤسس عقيدتهم يتهجّمون على قنصلية
الولايات المتحدة في بنغازي و سفارتها في القاهرة و تونس و الخرطوم و ربما مدن
أخرى من دول العالم الهمجي أو الأسلامي سمّه ما شئت. يرفض العقل الهمجي الاسلامي
(إن وُجـَد عقل في المقام الأول) أن يدرك أن الدولة الامريكية شيء و منتج الفيلم
التافه شيء آخر . شبيّحة الأسلام المنافقون يكيلون بمكيالين فتراهم يرفضون تحميل الأسلام مسؤولية
الأرهاب الذي تتصدّره القاعدة و أتباعها بينما هم يحمّلون الدول مسؤولية ما يكتبه و
يقوله حملة جنسياتها. حقـّاً أن بلطجية محمد
أحطّ من أن يعملوا عقولهم ليكتشفوا تناقضهم السافر هذا.
غالبية المسلمين (و المؤمنين بصفة عامة)
أغرار تحرّكهم غرائزهم. فها هو فيلم نكرة رفعه الغوغاء الى مصاف أفلام هوليوود
بحماقتهم و جهلهم و أغلب الظنّ أن معظمهم لم يشاهده أو يعرف تفاصيل ما جاء فيه.
لكن دعنا عن هذا الكلام ، فلماذا يقرأون أو يشاهدون ما زال الخروج الى الشوارع و
الصراخ و التحطيم و التهديد و الوعيد أسهل ؟! تغييب العقل و إعمال الغريزة لا
يحتاج الى جلوس و دروس و قراءة و تمحصّ و من ثم ردّ و حجة و كلام و نقاش على ما
جاء في كتاب أو فيلم أو سواهما. حمقهم و جهلهم و عصبيّتهم تعمي بصيرتهم عن إدراك
أنهم يقدمّون خير دليل لكلّ من يصف الاسلام بدين العنف و الهمجية و أن كلام
المؤمنين به عن السلام و الموّدة لغو فارغ لا يُقنع سوى جاهل أو ساذج.
لماذا يثور المسلمين لمن يتعرّض لمحمد ؟
أيهما أعظم عندهم ، محمد أم الأسلام ؟ الرسالة أم مؤسسها؟ إن كان علمائهم يناظرون
و يؤلفون الكتب في الردّ على ما يدعونه "شبهات" يثيرها
"الكفّار" على دينهم فالأولى بهم أن يفعلوا المثل لمن يتعرّض لسيرة
نبيّهم..لكنها الحماقة التي تأبى أن تفارق صاحبها. حماقةً تثبت صحّة كلام كل من
يقول بهمجية الأديان عامة و الأسلام خاصة. حماقة تقدّم دليلاً ساطعاً يوماً بعد يوم و مظاهرة بعد
مظاهرة و عملية ارهابية تلو اخرى أن دين البدو لا يقل عنهم همجية و أن العالم
بدونه مكان أفضل.
ماذا فعلتم ايها المسلمون لتبعدوا عنكم
شبهات الجهل و العنف و الهمجية (إن كانت شبهات طبعاً) ؟ ألم تكتفوا بوجودكم عالة
على الكوكب ؟ تتنفسّون هواءه و تأكلون طعامه و تتناسلون كالبكتيريا ثم تنعقون بصلف
مطالبين العالم بأطعامكم لأنه "حق" لكم ؟! ماذا أنجز العالم الأسلامي في
المائة أو المائتين سنة الاخيرة ليطالب
الغير بأحترامه و احترام معتقداته و مؤسسها و صحبه في حين أن معظم حالات الارهاب
الذي يفتك بالعالم مردّه الى هذه المعتقدات ؟ بأي شيء يذكر الآخرين الأسلام و
المسلمين ؟ بأنجاز علمي أو طبي أم بأسامة بن لادن و الظواهري و الزرقاوي ؟ بأي فكر
تفاخرون ؟ أبالتكفير و القتل و قطع الرقاب تريدون اكتساب الأصدقاء و الحلفاء ؟ إن
كان خيّركم يخشى الحديث لئلا يكفّره سفيهكم فبئس المجتمع مجتمعكم. إسألوا أنفسكم و
عالجوا الخلل في فكركم و ثقافتكم. لكن هيهات ، فلا حياة لمن تنادي لأن الغلوّ و
التطرّف و الحمق و العته أصبحوا صنواً لثقافتكم و يمسكون مقاليدكم
أحبّ رؤية هذه المظاهرات بل و يفرحني منظر
الملتحي الذي يطلّ علينا من الفضائيات زاعقاً مثل غراب البين و يجهر بتحضّر
الاسلام و رقيّ الاسلام و عدل الاسلام و وسطية الاسلام و "خيار و فقوّس"
الاسلام ليخرج من الاستوديو الى الشارع لاعناً أبناء الخنازير و القردة و طالباً
رؤوسهم و متهجّماً على سفارة أو قنصلية لا تملك ناقة أو جمل في القضية أساساً. فكلها
مؤشرات الى نفاق و غيّ يجتمعان مع جهل و عصبية ليشكّلان مخلوقاً
"اسلامياً" بائساً هو تماماً نتاج عقيدة أتى بها نبيّ تحدث عنه الفيلم
النكرة.
أسأل كل "أبو لحية" و سلفي و "أبو
عمامة" و جعفري و كل غرّ جاهل تعلّق كالسعدان على حائط سفارة هنا و قنصلية
هناك ، إن كنت "رجلاً" بحقّ ، إن كنت تفدي محمداً بأبيك و أمك و حياتك و
مالك فهب الى نصرته وقاطع أمريكا...قاطع الطعام الذي تتسوّله و الماء الذي تشربه ،
قاطع المحمول الذي تستخدمه و التلفاز الذي تراقبه و الطائرة و المركبة و الفيس بوك
و التويتر. قاطع النيت و الفضائيات و كل ما يمتّ بصلة للأقمار الصناعية. قاطع
الدواء و امنعه عن أبنائك و بناتك و بقية أهلك. قاطع إن كنت رجلاً بدل هذا المشهد الكوميدي الذي نراه على
الفضائيات ...قاطع ثم قاطع و إذهب الى تورا بورا لتعيش مثل عقارب الظلام و الجهل
على طريقة سلفك "الصالح" يا بئس خلف.
شكراً لموريس صادق الذي كشف بفيلمه النكرة حقيقة الأسلام و أمّته..فهذا هو الأسلام و هذه أمـّته...فبئس الدين و
بئس الأمة.