Monday, May 09, 2011

أهذه أمانة النقل يا أمين الأنصاري ؟

بعد أن ابتلينا بروائح تزكم الانوف خلفتها القاذورات التي تملأ شوارع مدننا ، ها نحن نبتلي بقاذورات تقذفها علينا "فضائيات الله" التي يطل من على شاشاتها الملتحون  ينفثون السم و الكراهية و الجهل الذي تمتلئ به ديانتهم السمحاء ، لا فرق  بين ملتحٍ مسيحي أو مسلم ، فكلهم سواسية ، كلهم رسل الدجل و الكره و الفسق الالهي .أصبح الملتحون الفضائيون "على قفا من يشيل" ، و ما أكثر الشيـّالة في هذا الزمن التعس !ـ

آخر من شاهدتُ  كان شخص اسمه "أمين الأنصاري" يدلي بدلوه و يحدثنا عن امور و اعاجيب و تحف و درر في محاضرة تحت عنوان "عداوة الاشتراكية لله تعالى"! . الى الان  و الموضوع يبدو طبيعياً ، فالرجل قد لا تعجبه الاشتراكية وهذا حقه ، أما أن يصل فيه الجهل (و أنا هنا أتوسم في أمين الجهل لا الكذب حتى لا يـُقال اني متجنٍ عليه) ، أما أن يصل الجهل فيه الى أن يخلط الحابل بالنابل و يصدر أحكاماً بالزندقة و الكفر و الالحاد على أفكار لم يفهمها أو ربما لم يطّـلع عليها  فهذه لعمري فضيحة ما بعدها فضيحة....ألم تكلّف نفسك قراءة بضع صفحات عن الموضوع الذي تتحدث عنه يا أمين ؟ أم ان الامر فوق سعتك و ربك لا يكلف نفساً الا وسعها ؟


سأترك أمين يتحدث بدل الاطالة ، و لتسهيل الامر أحيلكم الى  و أدعوكم للبحث عن "امين الانصاري" و "عداوة الاشتراكية لله تعالى" على النيت ،ستعيد نتائج البحث محاضرته ذات الاربعة أجزاء و التي لا يعنيني منها سوى الجزء الاول لأني أكتفيتُ بعد كم المغالطات الذي شاهدته ، فأن كان أمينٌ هذا جاهل بما يتحدث فلا يستحق أكثر من العشر دقائق التي خصصتها له. ـ

عنوان المحاضرة كما أسلفت هو "عداوة الاشتراكية لله" ، و أمين هنا يقصد "الشيوعية" عند حديثه عن "الاشتراكية" ، فهو لايدرك الفرق بينهما أو ربما يعلم لكنه يكذب على قطيع المسلمين الذين يستمعون اليه. وما ان يبدأ حديثه و في الدقيقة 6 و 33 ثانية بالتحديد حتى يذكر "شيوع" الزوجات في النظام الاشتراكي ! (أي جواز تعدد الازواج).... كذب و افتراء "‘عيني عينك" و استغباء للعوام و ثقة بأن من يسمع لا عقل له ليفكر بما يقوله هذا "الأمين" ....أحيل أمين الى قانون الزواج تحت النظام "الشيوعي" (بالنسبة له الاشتراكي) الذي يجرّم اتخاذ أكثر من زوج للرجل و المرأة و يساوي بين الاثنين في الميراث ، قانون أفضل من شريعته التي تعتبر المرأة ربع الرجل حيناً و نصفه في أحسن الاحوال. قانون سنه الاتحاد السوفيتي قبل أكثر من 70 عاماً و يمكن الرجوع اليه ، فما أكثر المواقع الالكترونية التي تحوي مراجع تلك الحقبة.ـ

نقفز الى الدقيقة 7 و 25 ثانية ، حيث نجد أمين يبدي تقززه من "المذابح" التي أرتكبها الشيوعيين في روسيا ، وهذا لا غبار عليه و ليس روسيا فقط ، بل الصين و العراق و غيرها ، فالعنف ديدنهم كما هو الارهاب الاسلامي ، لكن ان كانت ممارسات نفر تكفي لوصم الايديولوجية بأكملها فلابد ان "أمين" لا يمانع عندما نقول ان أفعال بن لادن و أبو سيـّاف و غيرهم من جزاري المسلمين تكفي لوصم الاسلام نفسه بأنه أشد الايديولوجيات دموية ، أم لك رأي آخر يا أمين ؟

لنذهب الى الدقيقة 14 و الثانية 12 ، حيث يقول الانصاري: "الانسان أصله قرد حسب نظرية دارون"...أمين هذا الذي يجهل جوهر نظرية دارون نفسها ينصّب نفسه حكماً عليها ؟! دارون يا أمين لم يقل ان الانسان أصله قرد ، بل قال ان الانسان و القرد ينحدران من نفس السلف ، و شتان ما بين هذه  و تلك و المفترض انك ضليع بلغة قرآنك و تعلم الفرق جيداً.ـ

جهل مطبق ، أم كذب و رياء ؟ أميل الى الاعتقاد أن أمين كان أميناً في تصديقه  لكل كلمة قالها ، أي أنه كان جاهلاً لا يعلم عمّ يتحدث و ليس كاذباً يشوه الحقائق عن عمد. لكن هذا لا يكفي ، فأمين لم يكن أميناً في نقل الصورة الى أتباعه بل أنطلق من أقاويل و عموميات تشبّع هو نفسه بها من "شيوخه" و عاد ليقذف بها في عقول مريديه. أقاويل و عموميات مرّ عليها بأسلوب ساذج يليق بشيوخ لم يقرأوا في حياتهم كتاباً سوى قرآن نبيهم و سنته ، لكن هذا لم يمنعهم عن الدلو بدلوهم في نظريات و ايديولوجيات أقل ما يقال انهم جاهلون بأبجدياتها....ـ

وقبل أن يكشّر البعض عن انيابهم و يتهموني بأني شيوعي (و كأن الشيوعية تهمة أو وصمة عار!) ، أقول بأني و الشيوعية أبعد ما نكون عن بعضنا ، و لا تعد بالنسبة لي سوى ايديولوجية لا تقل خطراً و ارهاباً عن الاسلام  و كفى...و أختم بدعوة أمين أن يكون أميناً في نقله ، و أطلب منه ان يقرأ كتاباً عن الاشتراكية (وليس الشيوعية) قبل أن يفتي بعداوتها لربه