محمد حسان داعية من دعاة الفضائيات خرج على الملاْ قبل أسابيع قليلة معلقاً على احداث البحرين التي تطالب فيها اغلبية تعاني الظلم و عدم المساواة بأمور أقل ما يقال عنها انها بديهيات أي مواطن في أي بلد. ما قاله الرجل خلال 5 دقائق لا يزيد عن كونه ترديداً لما صرّح به القرضاوي قبله عندما أحل جميع الثورات و حرّم الانتفاضة البحرينية فقط...لأنها "شيعية"!
مغالطات محمد حسان في برنامجه على قناة الرحمة عديدة ، تبدأ من زعمه ان البحرين "بلد من بلدان السنة" ! أما كيف يكون بلداً يسكنه أكثر من 65% من الشيعة بلداً سنياً فهذا أمر لم يشرحه فضيلته .
زد على ذلك مخالفته لصحابة رسوله الذين قبلوا ان "يقوّم الناس اعوجاجهم بالسيف" اذ بدل ان "يطالب بالعدل " نراه "يناشد المسؤولين" في البحرين "للتحقق من المظالم" حسب ما جاء في كلام محمد حسان ، و كأن المظالم التي خرج عشرات الالاف بسببها "شبهة" أو "اشاعة"
يجهل أو يتجاهل محمد حسان فضيحة التجنيس السياسي لجلب أكبر عدد ممكن من السنة الى المشيخة في محاولات مكشوفة لتحقيق توازن طائفي لم يكن من داعٍ له لو التزم "ولاة الامر" في البحرين بحق مواطنيهم. ينسى او يتناسى محمد حسان ان قوات الامن و الجيش في البحرين تخلو من الشيعة لأن آل خليفة (الذين أتو الى الجزيرة قبل 200 عام) مصابين بفوبيا شيعية كانت نتيجتها حرمان هذه الطائفة من حقوقها بدل الاستناد اليها لتكون قاعدة شعبية لهم. لكن محمد حسان لم يفته ان يسبّح بحمد قوات درع الجزيرة التي دخلت البحرين لأرهاب المحتجين في خطوة بوليسية تشير الى عدم سلامة نية "الحكومة السنية" تجاه شعبها و خاصة بعد الحديث عن مطالبات بوجود دائم لهذه القوات "لقمع" أي محاولات مستقبلية.
فكر محمد حسان و ايديولوجيته لا تسمح له بالتحدث عن خطر تغلغل إيراني في دولة عربية ، خطر شاهدناه عندما قام بعض المتظاهرين برفع صور الخامنئي ، و لا أن يتطرق الى ان المعارضة البحرينية التي نددت بالتدخل الخليجي لم تنفِ احتمال طلبها دعم من الجمهورية الاسلامية ، و هو سؤال رفض احد المتحدثين بأسمها الاجابة عليه رغم طرحه 3 مرات من قبل مذيع BBC.
محمد حسان و من شابهه لا يرى سوى "السنة" و "الاخطار" التي تتربصهم . فهو لا يهتم لحقوق أقلية الا عندما تكون من أهل سنة رسوله ، كما انه لا يمانع في الدعس على الاقلية (أو الاغلبية) ما زالت لا تؤمن بسنة رسوله. و هذا امر يضعه في خانة "المنافقين" التي تحدث عنها قرآنه و رسوله. خانة يشترك فيها مع "القرضاوي" و غيره من أئمة عقيدة اسلامية لا تعترف بالاخر ناهيك عن حق الاخر.