ابتهج عبيد الله من اتباع العقيدة الاسلامية بخبر بثته وكالات الانباء يتحدث عن قرار المحكمة التركية بجواز ارتياد المحجبات للجامعات, هللوا "للنصر" تارة, و لمساواة المحجبات مع غيرهن تارة اخرى, تهليل من المفترض ان يشاركهم فيه الجميع لأنه انتصار لأبسط حق من الحقوق البشرية: حق المساواة, حق الدراسة والتعليم والتوظيف بدون النظر الى غطاء الرأس او قلنسوته و بدون البحث عن صليب او اية "كرسي" تحت الكنزة.
تهليل محمود ومرغوب لو لم يكن......... اعوراً!
عبيد الله هللوا وفرحوا, وكتبت الجرائد ونشرت المجلات وتحدثت منتديات "لا اله الا الله" عن الحجاب القادم الى الجامعات والحياة الرسمية في تركيا. هذه الجرائد والمجلات والمواقع الشبكية يصيبها الخرس والعمى والنسيان عندما كان "يفرض" الحجاب في "امارة طالبانستان الافغانية", عبيد الله الذين يقفزون فرحاً اليوم احتفالاً بحق نسائهم في تغطية شعراتهن يقفون وقفة تماثيل "مدام توسو" الشمعية عندما يفرض الحجاب على العراقيات مسلمات كن ام لا! الصوت الاسلامي الذي يأتينا مكبراً خمسة مرات في اليوم يفقد حماسته الثورية عندما نتحدث عن حق النساء في عدم ارتداء الحجاب فلا نسمعه –ولو هامساً- منتقداً لفرض غطاء الرأس على الايرانيات.
صمت القبور هذا في جوهره صرخة, صرخة تحذير وتهديد ووعيد, صرخة اسلام لا يناقش ولا يهادن لأنه "الدين الحق", صرخة من يشتكي ويحتج ويطالب بأحترام حقوقه وفي نفس الوقت يدعس على حقوق الاخرين بحذاء "السماء" و "الشريعة" و"الاله الواحد الاحد", صرخة عسى ان يسمعها كل ساذج -مسلماً كان ام لا- ليستفيق وينظر الى الوحش المتنكر بثياب المظلوم, استفاقة غير المسلم ليعلم ما ينتظره اذا تحكم في مقاليد حياته اصحاب العمائم الذين يفرضون نزوات ربهم تحت راية " الحلال والحرام", واستفاقة للمسلم ليعلم مدى الخراب الذي يحيق بدينه على ايدي من تقاعس عن مواجهتهم وايقافهم قبل اغتصابهم لحقه قبل حق الاخر.
مرة اخرى –ولن تكون الاخيرة- تكشر فيها الايديلوجيا الدينية عن انيابها وتنزع ورقة التوت عن عورتها وتصرخ بأعلى صوتها "لا للآخر, لا حق ولا شريعة ولا قانون الا ما اريده, وماكان غيره الا هباءاً منثورا"