تجاوز انحدار الفكر الاسلامي ادنى مستويات الانحطاط وبدأ يحفر لنفسه انفاقاً جديدة في غياهب الجهل والتكفير لا يعلم مداها احداً, القصة هي هي, ورد الفعل الجنوني هو هو , الجديد هو القديم نفسه لم يتغير جوهراً ومضموناً وان تغير زمناً ومكاناً, ثقافة المصادرة والتقديس الاعمى وتحليل قطع الاعناق وزهق الارواح والانتقام من هذا وذاك وصراخ الغوغاء وعويل الجهلاء هي الثقافة السائدة في زمن الظلاميين الجدد, زمن الاسلامويين الذين احتكروا دين محمد وبسطوا قبضتهم الحديدية على مقدرات ومصائر الملايين من المسلمين والذين بدورهم –مع الاسف- اثبتوا وبأمتياز قدرتهم العجيبة على الانقياد الاعمى مثلهم مثل ثيران القطيع وبقية الحيوانات التي يظنون ان الله ميزهم عنها بالعقل! واين هم من هذا العقل؟
طفل سمى اللعبة بأسمه فقامت دنيا المسلمين ولم تقعد, هبت جموع الغيارى عن عرض الرسول (و لا ادري مادخل عرض محمد بالموضوع) تنادي بمعاقبة المعلمة المسؤولة عن الصف المدرسي لأنها اهانت الاسلام! اين العقل يا فاقدي العقل؟ اين الفكر ياعديمي الفكر؟ اين غيرتكم على دينكم الذي يشوه الفكر الاسلامي المتطرف ما تبقى منه؟ ماتت ضمائر المسلمين فأصبح دينهم عاهرة في فراش المشايخ لتنتهي هذه العلاقة بأبناء زنى من فتاوى كره وتكفير وتجريم وتحريم وقتل ومصادرة. اسلام اليوم لو رآه محمداً لبصق عليه وبال على رجاله واعلن براءته من هذه الامة المنحطة.
لن اتحدث عن قصة المعلمة المسكينة التي وجدت نفسها في دوامة العنصرية والتكفير واهانة المقدسات (منذ متى اصبحت للأسماء قداسة) ولا عن الجنون الرسمي والشعبي الذي وتحت تأثير ايديولوجية اسلامية سلفية متشددة ربط بين محمد الدب وبين محمد الرسول واستنتج نية مبيتة في الاساءة الى الاخير وكأن الكفار لا شغل لهم ولا شاغل الا التفكير في خطط الاساءة الى محمد (الرسول وليس الدب). لن اتحدث عن هذا كله ولكني اسأل, ايهما اكبر اساءة الى الاسلام والى مؤسس الاسلام: دب وايات شيطانية ورسم كاريكاتوري ام مذابح في الجنوب السوداني و تطهير عرقي في دارفور تحت راية الجهاد و ذبح السنة للشيعة والشيعة للسنة في عراق الاسلام واقتتال حماساوي فتحاوي وزرقاوي يذبح وبن لادن يغزو ومحمد عطا يفجر برجي التجارة (والذي بالمناسبة لم نسمع اصوات تطالب بمحاكمته بتهمة الاسائة لمؤسس الاسلام).
قبل ان تحاسبو احداً على رسم كاريكاتوري في جريدة مغمورة في بلاد منسية حاسبوا انفسكم وافعالكم التي بررت للآخر تصويركم بهذا الشكل, حاسبوا الفكر الاسلامي المتطرف الذي سمحتم له بالتمكن من مقاليد حياتكم فأصبحنا –في القرن الواحد والعشرين- نسمع فتاوى عن مص حلمة زميلة العمل تحت فتوى ارضاع الكبير و التبرك ببول الرسول وغيرها من سخافات مضحكة مبكية, قبل ان تحاكموا الاخر حاكموا من امتطى ظهوركم من شيوخ فضائيات ودعويين موديرن وغيرهم من الذين تاجروا بهمومكم واحزانكم وجهلكم ليبيعوكم جنات خلد في الاخرة مقابل دنانير يستمتعون بها في الدنيا, قبل ان تحاسبو الاخرأ عندما يصفكم بالعنف اثبتوا له انكم ضد العنف بدل ان تؤكدوا وجهة نظره بتدميركم الممتلكات وازهاقكم للأرواح.
افيقوا يا نيام, افيقوا ياجهلة, افيقوا وانقذوا ما تبقى من عقيدتكم قبل ان تجهز عليها مشايخ السلفيين والمتشددين والتكفيريين. افيقوا ام تراكم لستم امة نيام بل امة اموات ولاحياة لمن تنادي؟