Sunday, October 30, 2011

الاله الوحشي مسيحي أيضاً -1


لا يخفى على كل من تصفّح الكتاب المقدّس الكم الهائل من الجرائم و الموبقات و زنا المحارم و المذابح التي ترتكب تحت رعاية اله الكتاب المقدّس. و تتنوّع هذه بين سرد قصصي يؤمن المؤمنون بصحّته و بين أوامر مباشرة و صريحة من الاله الذي يعبدون. الكتاب يقدّسه اليهود و المسيحيون لكن التناقض يبرز في المسيحية التي تسوّق نفسها بصفة  ديانة السلام و المحبّة  في حين انها أبعد ما تكون عن هذا.


قد يرفض المسيحي واقع الهه الوحشي الذي يملأ صفحات الكتاب المقدّس بدماء الأخريين و بالطبع إن فعل هذا فله كل الحق.
لا أحد يريد أن يوصم بعار عبادة اله شيطاني يأمر بحصار المدن و قتل الاطفال و النساء و الشيوخ صراحة. 


المعضلة أن الايمان بهذا الاله الوحش ركن من أركان المسيحية. فالمسيحي لا يملك الا أن يسجد لرب الجنود الذي أمر المؤمنين بحصار المدن و قتل البشر و البهائم بل و حرق الاشجار و هدم البيوت و المنازل في مشهد مروّع يجعل من اله المسلمين  تلميذ صغير في مدرسة الاثم و الجريمة التي يترّبع عليها  رب المسيحية الشيطاني.


قد يحاول المسيحي التملّص من المجازر التي أمر بها ربّه فتجده يحوّل انتباهنا الى الانجيل مدّعيـاً انه لا يضمّ بين دفتيه دعوة الى العنف و القتل و أن المسيح رسول سلام لا تشوبه شائبة و أن العهد القديم انتهى بمجيئه.. لكن لا مناص أمامه إلا الأعتراف بصحّة و قدسية التوراة لأن نقضها يجعل من الانجيل كتاب اساطير بدون أي قيمة عقائدية. فأنجيل متىّ مثلاً لا يدخر وسعاً في الاستشهاد بآيات التوراة لأثبات أن يسوع هو المسيح المنتظر.بل أن قصة "المسيح المنتظر" نفسها ليست سوى نبوءة توراتية تنهار ما أن يعلن المسيحي عدم اعترافه بالتوراة. 


الايمان بالمسيح رباً و الهاً لا يعني نكران العهد القديم و أسفاره وتعاليمه و جرائم الهه. 


المسألة بسيطة جداً و لا تحتاج الى "فذلكات" لغوية أو سفسطة لاهوتية. إما أن التوراة صحيحة أو لا تكون.. أما أن يكون اله التوراة الذي أمر بالقتل و الذبح هو نفسه اله الانجيل أو أن المسيحي يعبد إلها آخر... و لا أعتقد أن مسيحياً واحداً على الارض سيجيب بالنفي على كلا السؤالين. و بعبارة أخرى، المسيح الابن أقنوم في نفس الاله الواحد الذي  أصدر أوامره بذبح أطفال المديانيين كما جاء في سفر العدد  و غيره من سرد لمجازر اله السلام ؟ أي أن  اله التوراه الذي يتغاضى المسيحي عن مجازره لئلا يشعر بالغثيان هو نفسه اله الانجيل الذي يصدح بتسبيحه في الكنائس ؟ 


أسأل المسيحي: " هل تجرؤ أن تقرأ لطفلك سفر التثنية و العدد و صمؤيل و هل تملك أجابة إن سألك طفلك عن سبب الوحشية الربّانية التي تملأ هذه الأسفار ؟" ...أسأل المسيحي: "ألست أتؤمن و تعبد و تسجد لأله العهد القديم الذي أمر المؤمنين بأرتكاب المجازر و المذابح التي تملأ كتابك المقدٍّس ؟"....لا أتوقع أن أسمع نفياً لأنه سيكون نفياً لأيمانه...أما من يقّر بأيمانه بهذا الاله الشيطاني فلا أعلم كيف لا يجد نفسه منافقاً في تهجمه على الاسلام معتبرّاً أياه ديانة همجية و دموية بينما لم يفعل الاسلام شيئاً سوى محاكاة العنف الالهي في كتاب المسيحي المقدس. و حتى هذه المحاكاة كانت أقل شرراً و بغياً من المجازر التي تملأ كتاب الجريمة الاول في التاريخ.


المسيحي  يعيش فصاماً عقلياً يجعله يمعن في تفحص كتاب المسلمين و الاشارة الى ما يعتبره أدلّة على العنف و البطش في الديانة المحمدية بينما الاجدر به أن ينظر الى كتاب آباءه الملئ بسموم الجريمة و عفن الوحشية البشرية.


لن يرّد المسيحي لأنه لا يملك رداً....لن يرّد سوى بكيل الشتائم و التهديد و الوعيد رغم أنه بعمله هذا يستوجب نار جهنم تحقيقاً لما قاله المسيح في انجيل متى 5:22 (من قال لاخيه رقا يكون مستوجب المجمع و من قال يا احمق يكون مستوجب نار جهنم). لكن هذا ليس مستغرباً فهو و إن خالف وصية يسوع هذه إلا أنه ينفّذً أمر الهه الشيطاني في كتابه المقدّس الذي يدعوه الى بغض وقتل و سفك دماء من لا يؤمنون بالاله الواحد و أنا منهم. أما الحديث عن الخد الآخر و التسامح و المحبة فهو مجرّد "فنطازيات" يخدع بها المسيحيين أنفسهم ليستمدّوا شعوراً كاذباً بالأستعلاء على غيرهم. فقبل أن يأمر الله بقتل الكفرة في القرآن كان قد أمر بذبحهم و أطفالهم و هدم مدنهم و نحر بهائمهم في الكتاب المقدٍّس.