Wednesday, July 20, 2011

نعم...لا بد من نقد الاسلام

المسلمون يطالبون غير المسلمين  بالكف عن نقد و تجريح و "اهانة" عقيدتهم و شريعتهم و أفعال نبيّهم و صحبه و الى ما هنالك رافعين في وجوهنا لافتة "احترام المشاعر"  و غيرها من اللافتات التي لا ينفكون عن ترديدها. هؤلاء نفسهم لا يدركون ، أو ربما يدركون لكنهم يتغابون  ان النقد و التجريح لا مفر منه ، و ان للأسلام نصيب الاسد مقارنة بباقي العقائد و الملل و النحل لأختلافه عنها في امور جوهرية.


الاسلام ، و كما يقول اتباعه و مريديه أنفسهم ، ليس عقيدة فقط ، بل نظام حياة بكل جوانبها الاقتصادية والاجتماعية و السياسية سواء على صعيد الفرد أم المجتمع . فهناك نظام اقتصادي اسلامي و نظام اجتماعي اسلامي و نظام سياسي اسلامي و لا نجد هذا في المسيحية او الهندوسية او البوذية ، فلا وجود لصيرفة هندوسية أو بوذية  و لو فصفصت الانجيل بكتبه الاربعة ورسائل تلاميذ المسيح  ستقرأ بعض الوصايا عن الأحوال الاجتماعية و التي ليست بأي حال من الاحوال "منزلة" و "معصومة" و بالتالي لا يتم العمل بها ، و لنا في الطلاق في المسيحية خير مثال. خلاصة القول ان الاسلام "نظام" و ليس "ايمان بالله و كتابه" فقط ، فهو مثل النظام الاشتراكي و الرأسمالي و الشيوعي و غيرها التي تهدف الى تغيير المجتمع "حسب رؤيتها" بكل ما لهذه الرؤية من ايجابيات و سلبيات . 


حيث ان الامر هكذا ، فلا مفر من نقد ما لايصلح من هذا النظام لأنه ليس مقتصراً على "حرية فردية في عبادة اله ما و الايمان بصحة كتاب ما" ، بل ان هذا النظام يريد ان يغّير حياتي و حياتك و حياة الملايين و يضعها في قالب جاهز شأنه شأن الاشتراكية و الشيوعية و الفاشية و الرأسمالية ، قالب اجتماعي و سياسي و اقتصادي قد أقبل بعضه و لكنيّ بالتأكيد أرفض معظمه ، و أنا حرّ في هذا .


لا يهمني أن يأكل المسلم بيمينه و يمسح إسته بيساره  فهذا شأنه ، لكني بالتأكيد سأرفض و أنتقد النظام الاسلامي الذي يجعل من شهادة اختي و أمي و زوجتي و إبنتي  في المحكمة "درجة ثانية" و يجعل المرأة نفسها "ربع" انسان بسماحه للرجل بالزواج من أربع ، و سأرفض تفرقة ابناء الوطن الى مسلمين و ذميين ، و سأرفض حاكمية اله المسلمين وهذا حقي مثلما هو حق المسلم ان يرفض حاكمية آلهة الهندوس.


خلاصة القول ان على المسلمين التعايش مع نقد الاسلام ما يزالون يضعون الاسلام في خانة "النظام" مثلما ينتقدون هم بقية الانظمة ، هذا أو  يضعون الاسلام في محله الصحيح كعقيدة يؤمنون بها على المستوى الشخصي و حينها لن تكون هناك "اسلاموفوبيا" لأن هذه الاخيرة و ببساطة هي تعبير عن الخشية من  الاسلام-النظام وليس الاسلام-الايمان .