Sunday, October 31, 2010

الفاتيكان و طارق عزيز

-->
لا يعنيني حكم الاعدام الصادر بحق "الوجه الدولي للدبلوماسية العراقية ابان حكم البعث" و لستُ مهتماً بالجدل الدائر حول توقيت صدوره في هذا الوقت بالذات. بل انا مهتم بالضجة المثارة حول "طارق عزيز" بالتحديد في المحافل الدولية . أقرأ خبر عن " تنديد برلمانيون روس بحكم الاعدام " و آخر عن "طلب الفاتيكان عدم تنفيذ حكم الإعدام" وغيرهما . ما يثير الاستغراب هو التدخل السافر من قبل بعض البرلمانات و الشخصيات الاجنبية في شأن عراقي داخلي بحت (بغض النظر عن القرار نفسه) و هذا الدفق من المشاعر الانسانية التي تدعو الى الرأفة برجل كان جزء فعال في نظام دعس على العراقيين بحذائه لأكثر من 30 عاماً. و اخص بالذكر هنا مملكة الظلام المسماة الفاتيكان.
لنسأل أنفسنا السؤال التالي: " لماذا كل هذه الضجة حول طارق عزيز ؟ "
قرار الاعدام صدر بحق عزيز و عضو اخر في زبانية صدام يدعى "عبد حمود" ، و لمن لا يعرف حمود هذا أقول انه أحد مرافقي "السيد الرئيس" في صولاته و جولاته و احد المجرمين الذين لم يتورعوا عن حبس و ارهاب ابناء جلدته ، و احد الذين كانوا يفرضون "اتاوات" على تجار الغذاء للسماح لهم بأدخال المواد الغذائية الى "اخوانه" العراقيين أيام الحظر الدولي ، و غيرها الكثير و الذي يمكن الرجوع اليه بقراءة وثائق المحكمة أو بسؤال أي عراقي . لكن الدعوات خصت عزيز فقط و لم تشمل عبد حمود! لماذا لم نسمع اصواتاً تطلب الرأفة بـ" برزان التكريتي" أو "وطبان" أو "علي الكيمياوي" أو غيرهم من جلاوزة بعث السوء ؟ الفاتيكان الذي شمر عن ساعديه و صّرح قائلاً بأنه ضد "عقوبة الاعدام" لم يتحفنا بهكذا تصريح عندما صدر حكم مشابه بالمذكورين سابقاً.
أيعقل ان يكون السبب هو "مسيحانية" طارق عزيز؟! الرجل مسيحي و هذا أمر معلوم لكل العراقيين و اسمه "طارق حنا عزيز" قبل ان "تسقط" حكومة الثورة اسم والده "درءاً للمفسدة". وعلى رأي المثل "الدم يحن" و الفاتيكان "يحن" على "المسيحيين" حتى لو كانوا كلاباً تنهش في لحوم شعبها. أفهم ان يخرج علينا الفاتيكان بتصريحات داعمة لمسيحيي العراق ، فهؤلاء فئة "مهددة بالانقراض" نتيجة عنف طائفي "لا ناقة لهم فيه و لا جمل" لكن ما معنى ان يطالب بالرأفة مع رجل لم يعرف الرأفة ، و يخصه دون غيره ؟ ألأنه مسيحي ؟
طارق حنا عزيز عضو فاعل في حزب البعث و مجلس قيادة الثورة . مؤمناً بقيم البعث و اهدافه و "خرابيطه" ، مؤمناً بأفكار سيده الرئيس و ناقلاً لها الى المحافل الدولية ، شارك في قمع العراقيين سواء بالفعل أو بالسكوت عن الظلم ، و مستفيداً من نظام ذبح ابناء جلدته تشهد أملاكه و بيوته و ثروته التي يأكل ويشرب بها ابنه زياد و بقية عائلته.
طارق حنا عزيز يستحق العقاب مثله مثل جميع رموز نظام صدام و عقيدته "المسيحية" لا يجب ان تكون "وسيلة خلاص" و على الفاتيكان الكاثوليكي و غيره من الشخصيات "المسيحية" ان يذكروا ان هذا "المسيحي" دعس على رسالة نبيهم "بالقندرة" عندما ارتضى لنفسه ان يكون اداة بيد جزار بغداد و بوقاً يصم اذان العالم عن صرخات ألم العراقيين.
اعدام طارق حنا عزيز أو سجنه او اطلاق سراحه أمر متروك للعراق . و سواء كان القرار سياسي ام قضائي ، جائراً أم عادلاً ، فوزره على الحكومة و ليخرس الحبر الاعظم بدل ان ينطق كفراً بحق العراقيين.