Monday, April 16, 2007

أيدز اسلامي

جموع غاضبة تحرق افلاماً وكتباً وشرائط موسيقية بأسم الاسلام. غوغاء او اغبياء او بسطاء عقول, لا فرق فالكل مصابين بمرض نقصان المناعة العقلية المكتسب. ايدز أسلامي. ولم لا؟ هناك نسخة اسلامية لكل شيْ من المصارف الى القنبلة النووية مروراً بالاحزاب والاغاني والغذاء والغناء والقنوات الفضائية فلما لا يكون هناك نسخة اسلامية من الايدز؟
رأيت مصابين بهذا المرض مؤخراً في الباكستان من اتباع الجهبذ امام الجامع الاحمر. ظهروا بلباسهم الطالباني ملثمين أو معممين أو الاثنين معاً. يريدون فرض رؤيتهم على مجتمع بأسره. يريدون احراق الافلام والغاني بحجة عدم "اسلاميتها" ومخالفتها للشريعة اليوم و ربما حرق "الشيعة" و المتبرجات لنفس السبب غداً.
عينات من شباب مريض تتقافز حول النيران وهو يردد بشعارات اسلامية في ظاهرها وثنية نازية في باطنها, تحمل دلالات الغاء الاخر و اقصاءه بالعنف او بالحرق اذا شاءوا. افلام واغان قد يكون بعضها مبتذلاً ولكنها بكل تأكيد لم تتسبب في مقتل احد كما يهدد هؤلاء بقتل كل من لا يتبع "شريعتهم". ايدز اسلامي سببه الجهل أو قل نصف العلم الذي يجعل من الانسان احمقاً بأمتياز يخرج في مظاهرات تحلل سفك دماء كتاب ومفكرين كتبوا فأصابوا أو اخطأوا, ايدز اسلامي يعمي العقل حتى عن قراءة ما كتب قبل التظاهر ضده. مرض فتاك يجرم الفكر والرد على الكلمة بالكلمة.
الله اكبر فلتسقط الافلام والاغاني والكتب والمجلات والافكار والنظريات, الله اكبر فالباكستان دولة بدون فقر ولا دكتاتورية ولا أمية ولا فساد ولم يبق فيها الا منع الاغاني والافلام وتصبح اسلام اباد عاصمة الخلافة. خير الشباب من خرج يجاهد بحرق افلاما وشرائط بدل ان يبعث عن علم ينفعه او عمل يقتات به. فأسلام اليوم هو اسلام المنع والتحريم والطالبان والقاعدة وامام المسجد الاحمر. اسلام المؤسسة الدينية التي تتربع على عقول البلهاء والغوغاء. اسلام يحارب الانسان بأسم الانسان. اسلام عنصري وفاشي ونازي بكل ما في الكلمات من معنى. اسلام وجب قتاله واستئصاله قبل ان يستشري ويصبح "حرق" الاخر مشهداً مألوفاً على شاشات التلفزة.