Saturday, September 30, 2006

أنا مؤمن اذاً أنا مغرور

ما هي الصفة المشتركة لكل المؤمنين بغض النظر عن عقائدهم؟ الجواب بسيط: الغطرسة والغرور.

الايمان بحكم تعريفه يدعّي الحقيقة المطلقة, فهو الطريق الوحيد للخلاص وماعداه سكة الى جهنم وعذاب ابدي. الدين يحتكر "الحقيقة" ويصادر حق السؤال والنقد. فأذا كانت الحقيقة"مطلقة" فليس هناك من داع لأن تبحث عنها بعد الان, ولا يجوز ان تناقش وتتسائل عن صحتها ومن يفعل ذلك فهو كافر.

ما تسعى اليه الاديان هو الفرض, والحجة المتبعة دائما هي "كلام الله"و "تعاليم السماء". الدين "يقول" ولا يثبت, "يفرض" ولا يبرهن, فالمسلمون يؤمنون بأن النملة والهدهد تنطق !, والمسيحيون يؤمنون بأن مريم "العذراء" رُفعت الى السماء ولم تمت. هل من دليل؟ ياللسخافة طبعا يوجد دليل, أوليست مذكورة في كتب "سماوية".

ليس بالضرورة ان يكون المغرور مؤمن, لكن كل مؤمن مغرور. كل مؤمن يتكلم على افتراض انه يعلم "الحقيقة" وان "المسكين" الذي يحادثه من الخاسرين, وهو يبذل الجهد لكي يجعله "يؤمن" بهذه "الحقيقة" ويأتي بأيات من كتابه لتبرهن على صحة الكتاب نفسه! لكن متى ما وُجه له سؤال يتطلب افادة علمية او دليل تجريبي فهو يلوذ بالصمت او يحاجج بأن "الحقيقة" واضحة وان كل ما عليك فعله هو ان "تفتح" قلبك و "تسلم"نفسك الى الهه كي"ينير" طريقك اليها.

الشيوعية انهارت عندما تحجرت ولم تستوعب حقيقة ان العالم ديناميكي بطبعه وعليه فالتغير واجب وليس أختيار , الصين "الشيوعية" غيرت كثيرا في "شيوعيتها" حتى لا يكون مصيرها كجارها السوفيتي, وكذلك بقية الايدولوجيات, لا بد من ان تغير تكتيكها بين الحين والاخر حتى تحافظ على استراتيجيتها, كل الايدولوجيات الا الايديولوجية الدينية فهي ضد التغيير, لماذا؟ لأنها متغطرسة ولا تعترف بأمكانية الخطأ اضافة الى عدم وجود استعداد للنقد الذاتي وتقييم لبناءها الداخلي. فهي في نهاية المطاف تقوم على مبدأ "الحقيقة المطلقة" وعنصر جذبها للعوام هو هذا الزعم فأن عدلت أوغيرت في منهجها فهي تكون مغيرة للحقيقة الالهية وهذا يتناقض مع ما تدعيه من العصمة. مالبديل اذا لكي تنجو من الانهيار كما حصل للشيوعية السوفيتية؟ هنا استعير مقولة للكاتب نبيل فياض " كلما ازدادت الفكرة هشاشة زاد ت شراسة اصحابها في الدفاع عنها" وهذا ما اختار الدين ان يفعله, العنف هو الوصفة الدينية لحل المشاكل مع الاخر فالحوار يبرز مواطن الضعف والسخافة والحماقة في الدين. ولنا في دولة طالبان والمحاكم الاسلامية في الصومال والانتحاريين في فلسطين وقاطعي الرؤوس الذين يريدون "فرض" دولة الخلافة في العراق امثلة على نوع من العنف الاسلامي يقابلها عنف من نوع اخر على الطريقة الانجيلية كما يحدث في ولايات حزام الكتاب المقدسBible belt في الغرب الاوسط الاميركي حيث التغلل الديني المنظّم الى عقول الناشئة ومحاولات فرض التربية الدينية وتسفيه نظريات وحقائق العلم لصالح خرافات توراتية وما جورج بوش الابن والمحافظين الجدد وما يرتكبونه من مجازر في مختلف انحاء العلم الا امثلة "استثنائية" عن نجاح الاستعمار الديني لعقل الانسان.

كل من و ما يدعي احتكار "الحقيقة" ويسفه غيره و يتعامى –او يتغابى- عن وجهة نظر الاخر يكون مريضا بالغرور والغطرسة والاستعلاء ... والحماقة, وهذا هو جوهر الدين كما قال نيتشة " الحماقة...بأمتياز"

Tuesday, September 26, 2006

كيف سُمم الجنس البشري

رجل الدين, القس, الامام,الحاخام, والى اخر هذه الشله التعيسة من المجرمين لا هم لهم الا ابقاء الملايين من قطيع البشر تحت نعالهم, يرزحون تحت وطأة الدين وسياط اربابه والسبب بسيط, ليس الايمان ما يحركهم , ولا الرغبة بعمل الخير . ما يحرك هؤلاء دنيوي حتى النخاع, انها الرغبة في السيطرة والتحكم, الرغبة الانسانية في ان يكونوا ذي شأن في مجتمعاتهم وان يعيشوا على حساب القطيع الذي يساق بغير عقل ولا بصيرة.

رجل الدين هو النسخة الحديثة لمشعوذ القبيلة في فجر السلالات البشرية (والتي ما يزال بعضها موجودا في مجاهل غابات الامازون و افريقيا), هو حفيد كهنة آلهة المصريين والبابلين وغيرهم من اقوام اندثرت ولم ينجو منها الا هذا النوع الطفيلي من البشر. هذه الفصيله تمتلك غريزة بقاء قوية جدا, فهي تعرف نفسيه القطيع البشري وكيف تتحكم به لتحقيق مآربها على حساب جهله وغباءه . رجل الدين كالسياسي كلاهما يريد الزعامة , الفرق ان الاخير (على الاقل) يمتلك ما يكفي من النزاهة ليعترف بأن برنامجه سياسي لمصلحة المواطن سيحقق كذا وكذا في فترة زمنية معينة, وسوف يتبين كذبه و فشله او نجاحه طالت ام قصرت

أما النوع الاول فهو يسعى الى اكثر من ذلك, رجل الدين يريد ان يمتلك الانسان نفسه, ليس امواله وصوته فحسب. يريد ان يتحكم بما يأكل ويشرب, يقول ويعمل والاخطر من هذا كله هو انه يريده ان لا يفكر. برنامج رجل الدين لا ينتهي بعد فترة اربع او خمس سنوات بل يمتد حتى الممات وبعده, فهو يحاصر القطيع ولا مفر من ان ترضى ببرنامجه والا مصيرك الاعدام على يد رب متوحش يذيقك صنوف العذاب الازلي في جحيمه

اما كيف وصل الى هذه المرتبة من العلو والقوة والبطش فلأنه كما اسلفت ماهر في قراءة الطبيعة البشرية . فقبل كل شئ اقنع البشر بأنهم مرضى, اخترع امراضا وهمية اسماها (الحرام) و (الخطيئه) و( العقاب)و(جهنم) ومن ثم اقنعهم بأنه يملك الدواء الوحيد الذي يعالجهم(الحلال),(التوبة),(الشريعة),(الثواب),(الفردوس), وهكذا قضي الامر و اصبحنا نعيش عصر مريض بالأوهام وهذه الطفيليات تسقينا السم الزعاف المدعو اسلاما او مسيحيه او غيرها من الخزعبلات على انها الدواء الشافي





Tuesday, September 19, 2006

غباء بابوي وحماقة اسلامية

منذ ان تفلسف بابا الكاثوليك بأقتباسه السيء الصيت عن الامبراطور البيزنطي قامت الدنيا ولم تقعد في بلاد المسلمين , فهاهي الجماهير تنزل الى الشوارع وتهاجم الكنائس والتنظيمات الاسلامية تهدد بقتل الحبر الاعظم ورفع راية الاسلام في روما , فأذا بهم يؤكدون ان ما قاله الامبراطور "وليس البابا" له جانب كبير من الصحة .

ان يكون البابا على هذا القدر من الغباء فهذا امر محير, فأنا اعلم ان الرجل لايؤمن بالاسلام كدين ولا بالقرآن ككتاب سماوي ولكن ان يستشهد بفقرة كهذه في عصر متخلف كعصرنا في سياق حديثه عن العقلانية والفلسفة الاغريقية وتأثيرها على العقيدة الكاثوليكية لهو بأمر عجيب. أين الحصافة؟ أين الذكاء في التعامل مع الاخر؟ هل خلت مكتبة الفاتيكان من مصادرها ولم يبق الا هذا الحديث ليقتبسه؟

اما الطرف الاخر فحدث ولاحرج, شيوخ الفضائيات يطالبون بأعتذار ولا اعلم هل هم على اطلاع بأن الحبر الاعظم "معصوم عن الخطأ"وبالتالي لن يعتذرأم لا, مفتي الازهر (انظر الرابط) يطالب البابا بأن يقول ان الاسلام انتشر بالقناعة!!, على من يضحك الرجل؟ علينا ام على نفسه ام على العالم؟ كيف دخل الاسلام مصر؟ كيف وصل العراق والشام والمغرب واسبانيا وتركيا وايران واسيا الوسطى والهند؟ انها الجيوش العربية التي كانت تحتل الامصار وتبني امبراطورية مترامية الاطراف, وكيف تبنى الامبراطوريات؟ بالورود والاقناع أم بالسيف؟ , اما مرجعية الشيعة في ولايه الفقيه الايرانية فقد تمخضت عن تصريح"خطير" يفيد بأن ما قاله البابا يندرج في اطار مؤامرة غربية (لا اذكر ان ورد مصطلح صليبية ام لا) على العالم الاسلامي . هذا هو مرشد الثورة,هذا هو الرجل الذي بأشارة منه تذهب البلاد الى الحرب أو تجنح الى السلم. لو خرج علينا احد نواب الدول الاوربية بتصريح مفاده "ان المسلمين في الغرب اداه استعمارية اسلامية تحضر لغزو اوروبا" فماذا سيكون رد فعلنا؟ اي حماقة وهراء وغباء هذا؟ لماذا يزعق القاصي والداني مذكرا ًبهمجية الحروب الصليبية والكل يتناسى مذابح الارمن على يد الاتراك؟ ربما لأن القاتل في الحالة الثانية مسلم؟ نفاق حتى العظم وعهر ديني من الطراز الاول وجماهير عمياء لاترى مذابح العراقيين مثلما لم تر مذابح الجزائريين في القرن الماضي لمجرد ان اليد التي تقتل تحمل القرآن.

اعتذار البابا لن يحل شيئأ بل سيعطي المتطرفين زخما وهيبة اكبر من حجمهم, انا ضد ما يمثله البابا ومايؤمن به ولكن اتمنى الا يعتذر لأن الحق في الكلام حق مقدس وليس لأحد ان يملي علينا ما نقول.

Monday, September 11, 2006

الله, الخدعة الكبرى

الله . الخدعة الكبرى التي تفتق عنها الجهل-وليس العقل- البشري


الله كان ومايزال وسيبقى أكبروصمة عار على جبين الجنس البشري , فهذا الكائن الخرافي الازلي هو اول متعطش للدماء في التاريخ واول محرض على القتل والتدمير والسلب والنهب . الله هو اول موجد للتفرقة والتعصب, العنصرية والبغضاء. اله اسرائيل الذي يحرض على قتل الكنعانين والفلسطينين , اله المسيحية الذي قتل الاف النساء والرجال بمحارق نصبت في عصور وصفت بالهمجية -وكأننا لا نعيش همجية اخرى الان- , اله المسلمين الذي يدعو الى القتل-وليس القتال - حتى لا يكون على الارض متسع لاله غيره. اله النفاق الذي يتكلم لموسى فيخبره شيأ سرعان ماينكره مع عيسى فيعود ليغير اقواله مع خاتم رجاله محمد , اله شرير ارتكبت بأسمه الاف المجازر منذ العهود التوراتية مرورا بالحروب الصليبية ومحاكم التفتيش حتى حملات الغزو الاسلامي و حديثا حروب البوسنة والشيشان واخيرا غزوة نيويورك في مثل هذا اليوم قبل 5 سنوات.

اله لاندري ما يريد ,ولا يريد ان يخبرنا بما يريد, لا يظهر موافقته على ما نظن انه مايريد ولا يبين استنكاره عندما نفعل ما لايريد, اله يتكلم ولايقول شيئاً , فقوله يفسر حسب الظروف وحسب مزاج المفسرين . فياليته كان اخرس. اله ينظر ولايرى شيئاً, اله لايهزه مقتل الاطفال في لبنان واسرائيل وفلسطين والعراق, فياليته كان اعمى, اله يدعي الرحمة فبئس رحمته , اله يقف متفرجا على مشاهد البؤس والدمار ويستحم في دماء البشر ويطلب المزيد في سبيل عزة جلاله ورفعة مقامه لهو جدير بأن يقتل ويصلب ثم يقتل ويصلب ثم يقتل ويصلب حتى لاتقوم له قائمة


ان يقتل الانسان الله ليس بالامر السهل. بالرغم من ان الله اختراع بشري الا انه وعبر الاف السنين من التنقل بين البشر والظهور-او الاختفاء- بعدة هيئات وصور فقد تعلم كيف يحمي نفسه ويقضي على اعدائه . يجب على من يقتل الله ان يمتلك الرغبة والعزيمة والقدرة لسلوك الطريق الوعرة الموحشة حتى يصل اليه , وهناك , وعندما يكون على وشك ان يسدد الطعنة القاتلة يجب عليه ان يصم اذنيه عن الوعود بجنات خلد والوعيد بنيران جهنم . يجب على الشجاع الذي يقوم بهذا العمل ان يتسلح بالعلم والمعرفة, بالمنطق والذكاء, يجب التحلي بعقل منفتح واستعداد فكري لقبول الاخر, ان يسير الانسان في طريق خطرة ويسبر اغوار نفسه حتى يقتلع الله من كيانه ليس بالامر الهين ,ولكنه ضروري لكي يبدأ بتقدير نفسه لذاتها -الانسان قيمة عليا